قال [بانيا على ما تقديره -]: ليس كلامي لعبا، بل هو جد، وهذه التماثيل ليست أربابا بل ربكم الذي يستحق منكم اختصاصه بالعبادة رب السماوات والأرض أي مدبرهن القائم بمصالحهن الذي فطرهن أي أوجدهما وشق بهما ظلمة العدم، وأنتم وتماثيلكم مما فيهما من مصنوعاته أنتم تشهدون بذلك إذا رجعتم إلى عقولكم مجردة عن الهوى وأنا على ذلكم الأمر البين من أنه ربكم وحده فلا تجوز عبادة غيره من الشاهدين أي الذين يقدرون على إقامة الدليل [ ص: 437 ] على ما يشهدون به لأنهم لم يشهدوا إلا على ما هو عندهم مثل الشمس، لا كما فعلتم أنتم حين اضطركم السؤال إلى الضلال.