ولما كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم شديد الحرص على إيمانهم شفقة عليهم وغيرة على المقام الإلهي الذي ملأ قلبه تعظيما له، خفض عليه سبحانه بقوله تعالى: فلعلك باخع أي فتسبب عن قولهم هذا، المباين جدا لما تريد لهم، الموجب لإعراضهم عنك أنك تشفق أنت ومن يراك على تلك الحالة من أتباعك من أن تكون قاتلا "نفسك" من شدة الغم والوجد، وأشار إلى شدة نفرتهم وسرعة مفارقتهم وعظيم مباعدتهم بقوله تعالى: على آثارهم أي حين تولوا [ ص: 13 ] عن إجابتك فكانوا كمن قوضوا خيامهم وأذهبوا أعلامهم إن لم يؤمنوا
ولما صور بعدهم، صور قرب ما دعاهم إليه ويسر تناوله بقوله تعالى: بهذا الحديث أي القيم المتجدد تنزيله على حسب التدريج أسفا منك على ذلك، والأسف: أشد الحزن والغضب;