ولما بكت في التواني عنهم، وعدهم بما يزيل خشيتهم منهم، بل يوجب إقدامهم عليهم ورغبتهم فيهم، فقال مصرحا بما تضمنه الاستفهام الإنكاري في: ألا تقاتلون من الأمر: قاتلوهم أي: لله لا لغرض غيره يعذبهم الله أي: الذي أنتم مؤمنون بأنه المتفرد بصفات الجلال [ ص: 397 ] والجمال بأيديكم أي: بأن تقتلوهم وتأسروهم وتهزموهم ويخزهم أي: بالذل في الدنيا والفضيحة والعذاب في الأخرى.
ولما كان ذلك قولا لا يقتضي النصر الذي هو علو العاقبة قال: وينصركم عليهم أي: فترضوا ربكم بذلك لإذلاله من يعاديه بكم; ولما كان نكالهم بما ذكر يثمر لبعض المؤمنين سرورا لهم فيه حظ، بين تعالى أنه لا يؤثر في العمل بعد ثباته على أساس الإخلاص فقال: ويشف أي: بذلك صدور قوم مؤمنين أي: راسخين في الإيمان، أسلفوا إليهم مساوئ أوجبت ضغائن وإحنا كخزاعة وغيرهم ممن أعانوا عليه أو أساؤوا إليه.