فلما آتاهما أي: أبويكم آدم وحواء صالحا أي: جنس في تمام الخلق بدنا وقوة وعقلا، فكثروا في الأرض وانتشروا في نواحيها ذكورا وإناثا الولد الصالح جعلا أي: النوعان من أولادهما الذكور والإناث؛ لأن "صالحا" صفة لولد وهو للجنس فيشمل الذكر والأنثى والقليل والكثير، فكأنه قيل: فلما آتاهما أولادا صالحي الخلقة من الذكور والإناث جعل النوعان له شركاء أي: بعضهم أصناما وبعضهم نارا وبعضهم شمسا وبعضهم غير ذلك، هذا على قراءة الجماعة، وعلى قراءة نافع عن وأبي بكر بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين التقدير: ذوي شرك عاصم فيما آتاهما أي: من القوى بالعبادة والرزق بالنذور ونحوها.
ولما لم يضر المشركون بالإشراك إلا أنفسهم، سبب عن ذلك قوله: فتعالى الله أي: بما له من صفات الكمال التي ليست لغيره تعاليا كثيرا، والدليل على إرادة النوعين قوله: عما يشركون بالجمع، [ ص: 192 ] وكذا ما بعده من عيب عبادة الأصنام.