ولما كان ذلك كله من أعجب العجب، كانت فذلكته قطعا تعليلا لما قبله من إعراضهم عما لا ينبغي الإعراض عنه دليلا على أن الأمر ليس إلا بيد منزله سبحانه. قوله: من يضلل الله أي: الذي له جميع العظمة فلا هادي أصلا له بوجه من الوجوه; ولما دل بالإفراد [ ص: 185 ] على أن كل فرد في قبضته، وكان التقدير: بل يستمر على ضلاله، وعطف عليه بضمير الجمع دلالة على أن جمعهم لا يغني من الله شيئا فقال: ويذرهم أي: يتركهم على حالة قبيحة، وعبر بالظرف إشارة إلى إحاطة حكمه بهم فقال: في طغيانهم أي: تجاوزهم للحدود حال كونهم يعمهون أي: يتحيرون ويترددون في الضلال لا يعرفون طريقا ولا يفهمون حجة.