وقوله تعالى : وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض قال : فيه دلالة على أن أبو بكر ؛ لأنه [ ص: 81 ] نفى الولد بإثبات الملك بقوله تعالى : ملك الإنسان لا يبقى على ولده بل له ما في السماوات والأرض يعني ملكه وليس بولده ؛ وهو نظير قوله : وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا فاقتضى ذلك وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك في الوالد إذا ملكه ولده ، فقال صلى الله عليه وسلم : عتق ولده عليه إذا ملكه فدلت الآية على عتق الولد إذا ملكه أبوه ، واقتضى خبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه وقال بعض الجهال : إذا ملك أباه لم يعتق عليه حتى يعتقه لقوله : " فيشتريه فيعتقه " وهذا يقتضي عتقا مستأنفا بعد الملك فجهل حكم اللفظ في اللغة والعرف جميعا ؛ لأن المعقول منه فيشتريه فيعتقه بالشرى ؛ إذ قد أفاد أن شراه موجب لعتقه ؛ وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم : عتق الوالد إذا ملكه ولده يريد أنه معتقها بالشرى لا باستئناف عتق بعده . الناس غاديان : فبائع نفسه فموبقها ، ومشتر نفسه فمعتقها