ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب أي: ليس ما وعد الله تعالى من الثواب يحصل بأمانيكم أيها المسلمون ولا بأماني أهل الكتاب وإنما يحصل بالإيمان والعمل الصالح ولعل نظم أماني أهل الكتاب في سلك أماني المسلمين مع ظهور حالها للإيذان بعدم إجداء أماني المسلمين أصلا كما في قوله تعالى: ولا الذين يموتون وهم كفار كما سلف، وعن ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم وقالوا: نحسن الظن بالله وكذبوا; لو أحسنوا الظن به لأحسنوا العمل. وقيل: إن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم فنحن أولى بالله تعالى منكم، فقال المسلمون: نحن أولى منكم نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على الكتب المتقدمة فنزلت. وقيل: الخطاب للمشركين ويؤيده تقدم ذكرهم أي: ليس الأمر بأماني المشركين وهو قولهم: لا جنة ولا نار وقولهم: إن كان الأمر كما يزعم هؤلاء لنكونن خيرا منهم وأحسن حالا وقولهم: لأوتين مالا وولدا ولا أماني أهل الكتاب وهو قولهم: الحسن: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وقولهم: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ثم قرر ذلك بقوله تعالى: من يعمل سوءا يجز به عاجلا أو آجلا لما روي أنه لما نزلت قال رضي الله تعالى عنه: فمن ينجو مع هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تحزن أو تمرض أو يصيبك البلاء قال: بلى يا رسول الله، قال: هو ذاك. أبو بكر ولا يجد له من دون الله أي: مجاوزا لموالاة الله ونصرته. وليا يواليه. ولا نصيرا ينصره في دفع العذاب عنه.