[ ص: 121 ] يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم
يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم أي: أي شيء خدعك وجرأك على عصيانه وقد علمت ما بين يديك من الدواهي التامة والعراقيل الطامة، وما سيكون حينئذ من مشاهدة أعمالك كلها، والتعرض لعنوان كرمه تعالى؛ للإيذان بأنه ليس مما يصلح أن يكون مدارا لاغتراره يغويه الشيطان ويقول له: افعل ما شئت فإن ربك كريم قد تفضل عليك في الدنيا وسيفعل مثله في الآخرة، فإنه قياس عقيم وتمنية باطلة؛ بل هو مما يوجب المبالغة في الإقبال على الإيمان والطاعة والأجتناب عن الكفر والعصيان، كأنه قيل: ما حملك على عصيان ربك الموصوف بالصفات الزاجرة عنه الداعية إلى خلافه.