قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا
قال نوح أعيد لفظ الحكاية لطول العهد بحكاية مناجاته لربه، أي: قال مناجيا له تعالى. رب إنهم عصوني أي: تموا على عصياني فيما أمرتهم به مع ما بالغت في إرشادهم بالعظة والتذكير. واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا أي: واستمروا على اتباع رؤسائهم الذين أبطرتهم أموالهم وغرتهم أولادهم، وصار ذلك سببا لزيادة خسارهم في الآخرة فصاروا أسوة لهم في الخسار، وفي وصفهم بذلك إشعار بأنهم إنما اتبعوهم لوجاهتهم الحاصلة لهم; بسبب الأموال والأولاد لا لما شاهدوا فيهم من شبهة مصححة للاتباع في الجملة، وقرئ: (وولده) بالضم والسكون على أنه لغة كالحزن، أو جمع كالأسد.