ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين
وقوله تعالى: ولا تجعلوا مع الله إلها آخر نهي موجب للفرار من سبب العقاب بعد الأمر بالفرار من نفسه كما يشعر به قوله تعالى: إني لكم منه أي: من الجعل المنهي عنه. نذير مبين فإن تعلق كلمة "من" بالإنذار مع كون صلته الباء بتضمينه معنى الإفرار يقال: فر منه أي: هرب وأفره غيره كأنه قيل: وفروا من أن تجعلوا معه تعالى اعتقادا أو قولا إلها آخر، وفيه تأكيد لما قبله من الأمر بالفرار من العقاب إليه تعالى لكن لا بطريق التكرير كما قيل بل بالنهي عن سببه وإيجاب الفرار.