والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين
والذي قال لوالديه عند دعوتهما له إلى الإيمان. أف لكما هو صوت يصدر عن المرء عند تضجره، واللام لبيان المؤفف له كما في هيت لك، وقرئ "أف" بالفتح والكسر بغير تنوين وبالحركات الثلاث مع التنوين والموصول عبارة عن الجنس القائل ذلك القول ولذلك أخبر عنه بالمجموع كما سبق، قيل: هو [ ص: 84 ] في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث. وعن هو نعت عبد سوء عاق لوالديه فاجر لربه. وما روي من أنها نزلت في قتادة رضي الله عنهما قبل إسلامه يرده ما سيأتي من قوله تعالى: عبد الرحمن بن أبي بكر أولئك الذين حق عليهم القول الآية فإنه كان من أفاضل المسلمين وسرواتهم وقد كذبت الصديقة رضي الله عنها من قال ذلك. أتعدانني أن أخرج أبعث من القبر بعد الموت، وقرئ "أخرج" من الخروج. وقد خلت القرون من قبلي ولم يبعث منهم أحد. وهما يستغيثان الله يسألانه أن يغيثه ويوفقه للإيمان. ويلك أي: قائلين له ويلك، وهو في الأصل دعاء عليه بالثبور أريد به الحث والتحريض على الإيمان لا حقيقة الهلاك. آمن إن وعد الله حق أي: البعث، أضافا إليه تعالى تحقيقا للحق وتنبيها على خطئه في إسناد الوعد إليهما، وقرئ إن وعد الله أي: آمن بأن وعد الله حق. فيقول مكذبا لهما. ما هذا الذي تسميانه وعد الله. إلا أساطير الأولين أباطيلهم التي سطروها في الكتب من غير أن يكون لها حقيقة.