إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين
إنا أنزلناه أي: الكتاب المبين الذي هو القرآن. في ليلة مباركة هي ليلة القدر. وقيل: ليلة البراءة ابتدئ فيها إنزاله أو أنزل فيها جملة إلى السماء الدنيا من اللوح وأملاه جبريل عليه السلام على السفرة ثم كان ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة كما مر في سورة الفاتحة، ووصفها بالبركة لما أن نزول القرآن مستتبع للمنافع الدينية والدنيوية بأجمعها أو لما فيها من تنزل الملائكة والرحمة وإجابة الدعوة وقسم النعمة وفصل الأقضية وفضيلة العبادة وإعطاء تمام الشفاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: يزيد في هذه الليلة ماء زمزم زيادة ظاهرة. إنا كنا منذرين استئناف مبين لما يقضى الإنزال كأنه قيل: إنا أنزلناه لأن من شأننا الإنذار والتحذير من العقاب. وقيل: جواب للقسم وقوله تعالى: إنا أنزلناه ...إلخ. اعتراض. وقيل: جواب ثان بغير عاطف.