إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم
إن الذين يكفرون بآيات الله أي آية كانت، فيدخل فيهم الكافرون بالآيات الناطقة بحقية الإسلام على الوجه الذي مر تفصيله دخولا أوليا. ويقتلون النبيين بغير حق هم أهل الكتاب، قتل أولوهم الأنبياء عليهم السلام وقتلوا أتباعهم وهم راضون بما فعلوا، وكانوا قاتلهم الله تعالى حائمين حول قتل النبي صلى الله عليه وسلم لولا أن عصم الله تعالى ساحته المنيعة، وقد أشير إليه بصيغة الاستقبال. وقرئ بالتشديد للتكثير ، والتقييد "بغير حق" للإيذان بأنه كان عندهم أيضا بغير حق. ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس أي: بالعدل، ولعل تكرير الفعل للإشعار بما بين القتلين من التفاوت أو باختلافهما في الوقت. عن قلت: يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بمعروف ونهى عن المنكر، ثم قرأها ثم قال: يا أبي عبيدة بن الجراح أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا قتلتهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار. وقرئ "ويقاتلون الذين". فبشرهم بعذاب أليم خبر إن والفاء لتضمن اسمها معنى الشرط، فإنها بالنسخ تغير معنى الابتداء بل تزيده تأكيدا وكذا الحال في النسخ بأن المفتوحة كما في قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وكذا النسخ بـ "لكن" كما في قوله:
فو الله ما فارقتكم عن ملالة ... ولكن ما يقضى فسوف يكون
وإنما يتغير معنى الابتداء [ ص: 20 ] في النسخ بـ "ليت" و "لعل"، وقد ذهب سيبويه إلى منع دخول الفاء عند النسخ مطلقا فالخبر عندهما قوله تعالى:(
والأخفش