فإنهم عدو لي إلا رب العالمين
وقوله : فإنهم عدو لي بيان لحال ما يعبدونه بعد التنبيه على عدم علمهم بذلك ، أي : فاعلموا أنهم أعداء لعابديهم الذين يجبونهم كحب الله تعالى لما أنهم يتضررون من جهتهم فوق ما يتضرر الرجل من جهة عدوه ، أو لأن من يغريهم على عبادتهم ويحملهم عليها هو الشيطان الذي هو أعدى عدو الإنسان ، لكنه عليه الصلاة والسلام صور الأمر في نفسه تعريضا بهم فإنه أنفع في النصيحة من التصريح وإشعارا بأنها نصيحة بدأ بها نفسه ليكون أدعى إلى القبول ، والعدو والصديق يجيئان في معنى الواحد والجمع . ومنه قوله تعالى : وهم لكم عدو شبها بالمصادر للموازنة ، كالقبول والولوع والحنين والصهيل .
إلا رب العالمين استثناء منقطع ، أي : لكن رب العالمين ليس كذلك ، بل هو ولي في الدنيا والآخرة لا يزال يتفضل علي بمنافعهما حسبما يعرب عنه ما وصفه تعالى به من أحكام الولاية ، وقيل : متصل ، وهو قول على أن الضمير لكل معبود ، وكان من ابائهم من عبد الله تعالى . الزجاج