وعباد الرحمن كلام مستأنف مسوق لبيان أوصاف خلص عباد الرحمن وأحوالهم الدنيوية والأخروية بعد بيان حال النافرين عن عبادته والسجود له ، والإضافة للتشريف ، وهو مبتدأ خبره ما بعده من الموصول ، وما عطف عليه ، وقيل : هو ما في آخر السورة الكريمة من الجملة المصدرة الإشارة . وقرئ : عباد الرحمن ، أي : عباده المقبولون .
الذين يمشون على الأرض هونا أي : بسكينة وتواضع ، و"هونا" مصدر وصف به ، ونصبه إما على أنه حال من فاعل "يمشون" ، أو على أنه نعت لمصدره ، أي : يمشون هينين ليني الجانب من غير فظاظة ، أو مشيا هينا .
وقوله تعالى : وإذا خاطبهم الجاهلون أي : السفهاء كما في قول من قال :
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلين
قالوا سلاما بيان لحالهم في المعاملة مع غيرهم إثر بيان حالهم في أنفسهم ، أي : إذا خاطبوهم بالسوء قالوا تسليما منكم ومتاركة لا خير بيننا وبينكم شر ، وقيل : سدادا من القول يسلمون به من الأذية والإثم وليس فيه تعرض لمعاملتهم مع الكفرة حتى يقال نسختها آية القتال كما نقل عن أبي العالية .