وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا
وكلا منصوب بمضمر يدل عليه ما بعده فإن ضرب المثل في معنى التذكير والتحذير ، والمحذوف الذي عوض عنه التنوين عبارة إما عن الأمم التي لم يذكر أسباب إهلاكهم ، وإما عن الكل فإن ما حكي عن قوم نوح وقوم فرعون تكذيبهم للآيات والرسل لا عدم التأثير من الأمثال المضروبة ، أي : ذكرنا وأنذرنا كل واحد من المذكورين . ضربنا له الأمثال أي : بينا له القصص العجيبة الزاجرة عما هم عليه من الكفر والمعاصي بواسطة الرسل .
وكلا الآمال التي هي إنجاء بني إسرائيل تبرنا تتبيرا عجيبا هائلا لما أنهم لم يتأثروا بذلك ولم يرفعوا له رأسا وتمادوا على ما هم عليه من الكفر والعدوان ، وأصل التتبير : التفتيت ، قال : كل شيء كسرته وفتتته فقد تبرته ، ومنه التبر لفتات الذهب والفضة . الزجاج