فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين
فاستجبنا له أي : دعاءه ووهبنا له يحيى وقد مر بيان كيفية الاستجابة والهبة في سورة مريم . وأصلحنا له زوجه أي : أصلحناها للولادة بعد عقرها ، أو أصلحناها للمعاشرة بتحسين خلقها وكانت حردة .
وقوله تعالى : إنهم كانوا يسارعون في الخيرات تعليل لما فصل من فنون إحسانه تعالى المتعلقة بالأنبياء المذكورين ، أي : كانوا يبادرون في وجوه الخيرات مع ثباتهم واستقرارهم في أصل الخير ، وهو السر في إيثار كلمة "في" على كلمة "إلى" المشعرة بخلاف المقصود من كونهم خارجين عن أصل الخيرات متوجهين إليها ، كما في قوله تعالى : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة .
ويدعوننا رغبا ورهبا ذوي رغب ورهب أو راغبين في الثواب راجين للإجابة ، أو في الطاعة وخائفين العقاب ، أو المعصية أو للرغب والرهب . وكانوا لنا خاشعين أي : مخبتين متضرعين أو دائمي الوجل ، والمعنى : أنهم نالوا من الله تعالى ما نالوا بسبب اتصافهم بهذه الخصال الحميدة .