كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون
وقوله تعالى : كل نفس ذائقة الموت أى : ذائقة مرارة مفارقها جسدها برهان على ما أنكر من خلودكم . ونبلوكم الخطاب إما للناس كافة بطريق التلوين ، أو للكفرة بطريق الالتفات ، أي : نعاملكم معاملة من يبلوكم بالشر والخير بالبلايا والنعم هل تصبرون وتشكرون أولا ؟ . فتنة مصدر مؤكد لـ "نبلوكم" من غير لفظه .
وإلينا ترجعون لا إلى غيرنا لا استقلالا ولا اشتراكا ، فنجازيكم حسبما يظهر منكم من الأعمال ، فهو على الأول وعد ووعيد ، وعلى الثاني وعيد محض ، وفيه إيماء إلى أن المقصود من هذه الحياة الدنيا الابتلاء والتعريض للثواب والعقاب . وقرئ : "يرجعون" بالياء على الالتفات .