ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا
ووهبنا لهم من رحمتنا هي النبوة. وذكرها بعد ذكر جعلهم نبيا للإيذان بأنها من باب الرحمة، وقيل: هي المال والأولاد، ما بسط لهم من سعة الرزق، وقيل: هو الكتاب. والأظهر أنها عامة لكل خير ديني ودنيوي أوتوه مما لم يؤته أحد من العالمين. وجعلنا لهم لسان صدق عليا يفتخر بهم الناس، ويثنون عليهم استجابة لدعوته بقوله: واجعل لي لسان صدق في الآخرين والمراد باللسان: ما يوجد به الكلام. ولسان العرب لغتهم. وإضافته إلى الصدق، ووصفه بالعلو للدلالة على أنهم أحقاء بما يثنون عليهم، وأن محامدهم لا تخفى على تباعد الأعصار، وتبدل الدول، وتحول الملل والنحل.