ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما
ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر مبتدأ وخبر. والإزجاء السوق. حالا بعد حال، أي: هو القادر الحكيم الذي يسوق لمنافعكم الفلك، ويجريها في البحر. لتبتغوا من فضله من رزقه الذي هو فضل من قبله، أو من الربح الذي هو معطيه، و "من" مزيدة، أو تبعيضية. وهذا تذكير لبعض النعم التي هي دلائل التوحيد، وتمهيد لذكر توحيدهم [ ص: 185 ] عند مساس الضر تكملة لما مر من قوله تعالى: فلا يملكون ... الآية. إنه كان بكم أزلا وأبدا رحيما حيث هيأ لكم ما تحتاجون إليه، وسهل عليكم ما يعسر من مبادئه، وهذا تذييل فيه تعليل لما سبق من الإزجاء لابتغاء الفضل، وصيغة الرحيم للدلالة على أن المراد بالرحمة: الرحمة الدنيوية، والنعمة العاجلة المنقسمة إلى الجليلة والحقيرة.