يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم
يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى وقرأ « من الأسارى » . أبو عمرو إن يعلم الله في قلوبكم خيرا إيمانا وإخلاصا . يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء .
روي أنها نزلت في رضي الله عنه [ ص: 68 ] كلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفدي نفسه وابني أخويه العباس عقيل بن أبي طالب فقال : يا ونوفل بن الحرث محمد تركتني أتكفف قريشا ما بقيت فقال : أين الذهب الذي دفعته إلى وقت خروجك وقلت لها : إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فإن حدث بي حدث فهو لك أم الفضل ولعبد الله وعبيد الله والفضل ، فقال وقثم : وما يدريك ، قال : أخبرني به ربي تعالى ، قال : فأشهد أنك صادق وأن لا إله إلا الله وأنك رسوله والله لم يطلع عليه أحد إلا الله ولقد دفعته إليها في سواد الليل ، قال العباس فأبدلني الله خيرا من ذلك لي الآن عشرون عبدا إن أدناهم ليضرب في عشرين ألفا وأعطاني العباس زمزم ما أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة وأنا أنتظر المغفرة من ربكم يعني الموعود بقوله : ويغفر لكم والله غفور رحيم .
وإن يريدوا يعني الأسرى . خيانتك نقض ما عاهدوك . فقد خانوا الله بالكفر ونقض ميثاقه المأخوذ بالعقل . من قبل فأمكن منهم أي فأمكنك منهم كما فعل يوم بدر فإن أعادوا الخيانة فسيمكنك منهم . والله عليم حكيم .