وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون
وقالوا قلوبنا غلف مغشاة بأغطية خلقية لا يصل إليها ما جئت به ولا تفقهه، مستعار من الأغلف الذي لم يختن وقيل أصله غلف جمع غلاف فخفف، والمعنى أنها أوعية للعلم لا تسمع علما إلا وعته، ولا تعي ما تقول. أو نحن مستغنون بما فيها عن غيره. بل لعنهم الله بكفرهم رد لما قالوه، والمعنى أنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق، ولكن الله خذلهم بكفرهم فأبطل استعدادهم، أو أنها لم تأب قبول ما تقوله لخلل فيه، بل لأن الله تعالى خذلهم بكفرهم كما قال تعالى: فأصمهم وأعمى أبصارهم ، أو هم كفرة ملعونون، فمن أين لهم دعوى العلم والاستغناء عنك؟ فقليلا ما يؤمنون فإيمانا قليلا يؤمنون، وما مزيده للمبالغة في التقليل، وهو إيمانهم ببعض الكتاب. وقيل: أراد بالقلة العدم.