كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
كل نفس ذائقة الموت وعد ووعيد للمصدق والمكذب. وقرئ «ذائقة الموت» بالنصب مع التنوين وعدمه كقوله: «ولا ذاكر الله إلا قليلا» وإنما توفون أجوركم تعطون جزاء أعمالكم خيرا كان أو شرا تاما وافيا. يوم القيامة يوم قيامكم من القبور، ولفظ التوفية يشعر بأنه قد يكون قبلها بعض الأجور ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام: «القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار».
فمن زحزح عن النار بعد [ ص: 53 ]
عنها، والزحزحة في الأصل تكرير الزح وهو الجذب بعجلة. وأدخل الجنة فقد فاز بالنجاة ونيل المراد، والفوز الظفر بالبغية.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه».
وما الحياة الدنيا أي لذاتها وزخارفها. إلا متاع الغرور شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغر حتى يشتريه، وهذا لمن آثرها على الآخرة. فأما من طلب بها الآخرة فهي له متاع بلاغ والغرور مصدر أو جمع غار.