وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا
وأن المساجد لله مختصة به. فلا تدعوا مع الله أحدا فلا تعبدوا فيها غيره، ومن جعل أن مقدرة باللام علة للنهي ألغى فائدة الفاء، وقيل: المراد ب المساجد الأرض كلها لأنها جعلت للنبي عليه الصلاة والسلام مسجدا. وقيل: المسجد الحرام لأنه قبلة المساجد ومواضع السجود على أن المراد النهي عن السجود لغير الله، وآرابه السبعة أو السجدات على أنه جمع مسجد.
وأنه لما قام عبد الله أي النبي عليه الصلاة والسلام وإنما ذكر بلفظ العبد للتواضع فإنه واقع موقع كلامه عن نفسه، والإشعار بما هو المقتضي لقيامه. يدعوه يعبده كادوا كاد الجن. يكونون عليه لبدا متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته، أو كاد الإنس والجن يكونون عليه مجتمعين لإبطال أمره، وهو جمع لبدة وهي ما تلبد بعضه على بعض كلبدة الأسد، وعن ابن عامر «لبدا» بضم اللام جمع لبدة وهي لغة. وقرئ «لبدا» كـ سجدا جمع لابد ولبدا كصبر جمع لبود.