ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور
ألا يعلم من خلق ألا يعلم السر والجهر من أوجد الأشياء حسبما قدرته حكمته. وهو اللطيف الخبير المتوصل علمه إلى ما ظهر من خلقه وما بطن، أو ألا يعلم الله من خلقه، وهو بهذه المثابة والتقييد بهذه الحال يستدعي أن يكون ل يعلم مفعول ليفيد، روي: أن المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشياء، فيخبر الله بها رسوله فيقولون: أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد فنبه الله على جهلهم.
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا لينة يسهل لكم السلوك فيها. فامشوا في مناكبها في جوانبها أو جبالها، وهو مثل لفرط التذليل فإن منكب البعير ينبو عن أن يطأه الراكب ولا يتذلل له، فإذا جعل الأرض في الذل بحيث يمشي في مناكبها لم يبق شيء لم يتذلل. وكلوا من رزقه والتمسوا من نعم الله. وإليه النشور المرجع فيسألكم عن شكر ما أنعم عليكم.