[ ص: 174 ] يعرف المجرمون بسيماهم وهو ما يعلوهم من الكآبة والحزن. فيؤخذ بالنواصي والأقدام مجموعا بينهما، وقيل: يؤخذون بالنواصي تارة وبـ الأقدام أخرى.
فبأي آلاء ربكما تكذبان هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها بين النار يحرقون بها. وبين حميم ماء حار. آن بلغ النهاية في الحرارة يصب عليهم، أو يسقون منه، وقيل: إذا استغاثوا من النار أغيثوا بالحميم.
فبأي آلاء ربكما تكذبان ولمن خاف مقام ربه موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب، أو قيامه على أحواله من قام عليه إذا راقبه، أو مقام الخائف عند ربه للحساب بأحد المعنيين فأضيف إلى الرب تفخيما وتهويلا، أو ربه ومقام مقحم للمبالغة كقوله:
ذعرت به القطا ونفيت عنه ... مقام الذئب كالرجل اللعين
جنتان جنة للخائف الإنسي والأخرى للخائف الجني، فإن الخطاب للفريقين والمعنى لكل خائفين منكما أو لكل واحد جنة لعقيدته وأخرى لعمله، أو جنة لفعل الطاعات وأخرى لترك المعاصي، أو جنة يثاب بها وأخرى يتفضل بها عليه، أو روحانية وجسمانية وكذا ما جاء مثنى بعد.