قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد
قال أي الله تعالى. لا تختصموا لدي أي في موقف الحساب فإنه لا فائدة فيه، وهو استئناف مثل الأول. وقد قدمت إليكم بالوعيد على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي فلم يبق لكم حجة. وهو حال فيه تعليل للنهي أي لا تختصموا عالمين بأني أوعدتكم، والباء مزيدة أو معدية على أن قدم بمعنى تقدم، ويجوز أن يكون بالوعيد حالا والفعل واقعا على قوله:
ما يبدل القول لدي أي بوقوع الخلف فيه فلا تطمعوا أن أبدل وعيدي. وعفو بعض المذنبين لبعض الأسباب ليس من التبديل فإن دلائل العفو تدل على تخصيص الوعيد. وما أنا بظلام للعبيد فأعذب من [ ص: 143 ] ليس لي تعذيبه.