يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة السلم بالكسر والفتح الاستسلام والطاعة، ولذلك يطلق في الصلح والإسلام. فتحه ابن كثير ونافع وكسره الباقون. وكافة اسم للجملة لأنها تكف الأجزاء [ ص: 134 ] من التفرق حال من الضمير أو السلم لأنها تؤنث كالحرب قال: والكسائي
السلم تأخذ منها ما رضيت به... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
والمعنى استسلموا لله وأطيعوه جملة ظاهرا وباطنا، والخطاب للمنافقين، أو ادخلوا في الإسلام بكليتكم ولا تخلطوا به غيره. والخطاب لمؤمني أهل الكتاب، فإنهم بعد إسلامهم عظموا السبت وحرموا الإبل وألبانها، أو في شرائع الله كلها بالإيمان بالأنبياء والكتب جميعا والخطاب لأهل الكتاب، أو في شعب الإسلام وأحكامه كلها فلا تخلوا بشيء والخطاب للمسلمين. ولا تتبعوا خطوات الشيطان بالتفرق والتفريق. إنه لكم عدو مبين ظاهر العداوة.
فإن زللتم عن الدخول في السلم. من بعد ما جاءتكم البينات الآيات والحجج الشاهدة على أنه الحق. فاعلموا أن الله عزيز لا يعجزه الانتقام. حكيم لا ينتقم إلا بحق.