وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا
وعرضوا على ربك شبه حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان لا ليعرفهم بل ليأمر فيهم .
صفا مصطفين لا يحجب أحد أحدا . لقد جئتمونا على إضمار القول على وجه يكون حالا أو عاملا في يوم نسير . كما خلقناكم أول مرة عراة لا شيء معكم من المال والولد كقوله ولقد جئتمونا فرادى أو أحياء كخلقتكم الأولى لقوله : بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا وقتا لإنجاز الوعد بالبعث والنشور وأن الأنبياء كذبوكم به ، وبل للخروج من قصة إلى أخرى .
ووضع الكتاب صحائف الأعمال في الأيمان والشمائل أو في الميزان وقيل هو كناية عن وضع [ ص: 284 ] الحساب . فترى المجرمين مشفقين خائفين . مما فيه من الذنوب . ويقولون يا ويلتنا ينادون هلكتهم التي هلكوها من بين الهلكات . مال هذا الكتاب تعجبا من شأنه . لا يغادر صغيرة هنة صغيرة . ولا كبيرة إلا أحصاها إلا عددها وأحاط بها . ووجدوا ما عملوا حاضرا مكتوبا في الصحف . ولا يظلم ربك أحدا فيكتب عليه ما لم يفعل أو يزيد في عقابه الملائم لعمله .