وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون
وقال الذي نجا منهما من صاحبي السجن وهو الشرابي . وادكر بعد أمة وتذكر يوسف بعد جماعة من الزمان مجتمعة أي مدة طويلة . وقرئ « إمة » بكسر الهمزة وهي النعمة أي بعد ما أنعم عليه بالنجاة ، و « أمه » أي نسيان يقال أمه يأمه أمها إذا نسي ، والجملة اعتراض ومقول القول . أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون أي إلى من عنده علمه أو إلى السجن .
[ ص: 166 ] يوسف أيها الصديق أي فأرسل إلى يوسف فجاءه فقال يا يوسف ، وإنما وصفه بالصديق وهو المبالغ في الصدق لأنه جرب أحواله وعرف صدقه في تأويل رؤياه ورؤيا صاحبه . أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات أي في رؤيا ذلك . لعلي أرجع إلى الناس أعود إلى الملك ومن عنده ، أو إلى أهل البلد إذ قيل إن السجن لم يكن فيه . لعلهم يعلمون تأويلها أو فضلك ومكانك ، وإنما لم يبت الكلام فيهما لأنه لم يكن جازما بالرجوع فربما اخترم دونه ولا يعلمهم .