قوله تعالى : ونودوا أن تلكم الجنة الآية .
[ ص: 395 ] أخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والدارمي ، ومسلم والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه أبي هريرة ، وأبي سعيد ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون قال : "نودوا أن صحوا فلا تسقموا ، وانعموا فلا تبأسوا ، وشبوا فلا تهرموا واخلدوا فلا تموتوا" . عن النبي صلى الله عليه وسلم
وأخرج ، هناد ، وابن جرير ، عن وعبد بن حميد قال : إذا أدخل أهل الجنة الجنة نادى مناد : يا أهل الجنة ، إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، فذلك قوله : أبي سعيد ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وأبو الشيخ : السدي ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون . قال : ليس من مؤمن ولا كافر إلا وله في الجنة والنار منزل مبين ، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ودخلوا منازلهم ، رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها ، فقيل : هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله ، ثم يقال : يا أهل الجنة رثوهم بما كنتم تعملون . فيقتسم أهل الجنة منازلهم [ ص: 396 ] وأخرج ، عن ابن أبي حاتم أبي معاذ البصري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده ، إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مد البصر، فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان ، فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس ، ويغتسلون من الأخرى ، فلا تشعث أبشارهم ، ولا أشعارهم بعدها أبدا ، وتجرى عليهم نضرة النعيم ، فينتهون إلى باب الجنة ، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب ، فيضربون بالحلقة على الصفحة ، فيسمع لها طنين ، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل ، فتبعث قيمها فيفتح له ، فإذا رآه خر له ساجدا ، فيقول : ارفع رأسك ، إنما أنا قيمك وكلت بأمرك ، فيتبعه ويقف أثره ، فيستخف الحوراء العجلة ، فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ، ثم تقول : أنت حبي وأنا حبك ، وأنا الخالدة التي لا أموت ، وأنا الناعمة التي لا أبأس ، وأنا الراضية التي لا أسخط ، وأنا المقيمة التي لا أظعن ، فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع ، بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق؛ أصفر ، وأحمر ، وأخضر ، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها ، في البيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون حشية ، على كل حشية سبعون زوجة ، على كل زوجة سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه ، الأنهار من تحتهم تطرد ، أنهار من ماء غير آسن ، فإن شاء أكل قائما ، وإن شاء أكل قاعدا ، وإن شاء أكل متكئا" ، ثم تلا : ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا [الإنسان : 14] ، فيشتهي الطعام، فيأتيه طير أبيض فترفع أجنحتها ، [ ص: 397 ] فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ، ثم تطير فتذهب ، فيدخل الملك فيقول : سلام عليكم : تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون .