قوله تعالى : قل تعالوا الآيات .
أخرج وحسنه ، الترمذي ، وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني ، وأبو الشيخ وابن مردويه في شعب الإيمان ، والبيهقي عن قال : من سره أن ينظر إلى وصية ابن مسعود محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الآيات : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى قوله : لعلكم تتقون . [ ص: 251 ] وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ وصححه ، والحاكم ، عن وابن مردويه قال : عبادة بن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث ؟ ثم تلا : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى ثلاث آيات ، ثم قال : فمن وفى بهن فأجره على الله ، ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته ، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء آخذه ، وإن شاء عفا عنه .
وأخرج ، أبو عبيد ، وعبد بن حميد ، عن وابن المنذر منذر الثوري قال : قال : أيسرك أن تلقى صحيفة من الربيع بن خثيم محمد صلى الله عليه وسلم بخاتمه ؟ قلت : نعم ، فقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخر الآيات .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن الضريس ، عن وابن المنذر قال : أول ما نزل من التوراة عشر آيات وهي العشر التي أنزلت من آخر الأنعام : كعب قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخرها .
وأخرج ، عن أبو الشيخ عبيد الله بن عبد الله بن عدي بن الخيار قال : سمع [ ص: 252 ] رجلا يقرأ : كعب قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا فقال : والذي نفس كعب بيده إنها لأول آية في التوراة ( بسم الله الرحمن الرحيم : كعب قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ) إلى آخر الآيات .
وأخرج ، عن ابن سعد مزاحم بن زفر قال : قال رجل للربيع بن خثيم : أوصني ، قال : ائتني بصحيفة ، فكتب فيها : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الآيات ، قال : إنما أتيتك لتوصيني ، قال : عليك بهؤلاء .
وأخرج أبو نعيم كلاهما في الدلائل ، والبيهقي عن قال : لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل علي بن أبي طالب العرب خرج إلى منى وأنا معه ، وكان وأبو بكر رجلا نسابة ، فوقف على منازلهم ومضاربهم أبو بكر بمنى ، فسلم عليهم ، فردوا السلام ، وكان في القوم مفروق بن عمرو ، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة ، والنعمان بن شريك ، وكان أقرب القوم إلى أبي بكر مفروق، وكان مفروق قد غلب عليهم بيانا ولسانا ، فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إلام تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ، وقام يظله بثوبه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده [ ص: 253 ] لا شريك له ، وأني رسول الله ، وأن تؤووني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي عن الله الذي أمرني به ، فإن أبو بكر قريشا قد تظاهرت على أمر الله ، وكذبت رسوله ، واستغنت بالباطل عن الحق ، والله هو الغني الحميد ، قال له : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا إلى قوله : تتقون فقال له مفروق : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش ؟ فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ، ولو كان من كلامهم لعرفناه ، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية [النحل : 90] ، فقال له مفروق : دعوت - والله - يا قرشي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك .
وقال هانئ بن قبيصة : قد سمعت مقالتك ، واستحسنت قولك يا أخا قريش ، وأعجبني ما تكلمت به ، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم - يعني أرض فارس وأنهار كسرى - ويفرشكم بناتهم ، أتسبحون الله وتقدسونه ؟! فقال له النعمان بن شريك : اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش ؟! فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا الآية [الأحزاب : 45 ، 46] ، ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على يد [ ص: 254 ] . أبي بكر
وأخرج عبد بن حميد ، عن وأبو الشيخ : قتادة ولا تقتلوا أولادكم من إملاق قال : من خشية الفاقة ، قال : وكان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته مخافة الفاقة عليها والسباء ، ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال : سرها وعلانيتها .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه : ابن عباس ولا تقتلوا أولادكم من إملاق قال : خشية الفقر ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال : كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنى بأسا في السر ، ويستقبحونه في العلانية ، فحرم الله الزنى في السر والعلانية .
وأخرج ، ابن المنذر من طريق وابن أبي حاتم ، عن عطاء في قوله : ابن عباس ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها [161و] قال : العلانية ، وما بطن قال : السر .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم ، عمران بن حصين [ ص: 255 ] وأخرج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ، ما تقولون فيهم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هن فواحش وفيهن عقوبة . ، عن ابن أبي حاتم ابن أبي حازم الرهاوي أنه سمع مولاه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مسألة الناس من الفواحش .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم يحيى بن جابر قال : بلغني أن من الفواحش التي نهى الله عنها في كتابه تزويج الرجل المرأة ، فإذا نفضت له ولدها طلقها من غير ريبة .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها قال : نكاح الأمهات والبنات ، وما بطن قال : الزنى .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : عكرمة ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها قال : ظلم الناس ، وما بطن قال : الزنى والسرقة .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير ولا تقتلوا النفس يعني نفس المؤمن التي حرم الله قتلها إلا بالحق .
وأخرج أحمد ، والنسائي ، وابن قانع ، والبغوي ، والطبراني [ ص: 256 ] والحاكم، ، عن وابن مردويه سلمة بن قيس الأشجعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : ألا إنما هي أربع ، لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا . فما أنا بأشح عليهن مني إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ، عن عبد الرزاق في قوله : مجاهد ولا تقربوا مال اليتيم . قال : لا تقرض منه .
وأخرج ، عن عبد الرزاق ، مثله . ابن عمر
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم عطية في قوله : ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن قال : طلب التجارة فيه والربح فيه .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : الضحاك ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن قال : يبتغي لليتيم في ماله .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن زيد ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن [ ص: 257 ] قال : التي هي أحسن أن يأكل بالمعروف إن افتقر ، وإن استغنى فلا يأكل ، قال الله : ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف [النساء : 6] فسئل عن الكسوة ، فقال : لم يذكر الله كسوة وإنما ذكر الأكل .
وأخرج ، عن أبو الشيخ : عكرمة ولا تقربوا مال اليتيم قال : ليس له أن يلبس من ماله قلنسوة ولا عمامة ، ولكن يده مع يده .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : الشعبي حتى يبلغ أشده قال : الأشد الحلم ، إذا كتبت له الحسنات ، وكتبت عليه السيئات .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم محمد بن قيس في قوله : حتى يبلغ أشده قال : خمس عشرة سنة .
وأخرج ، عن أبو الشيخ ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، أنه كان يقول في هذه الآية : الأشد الحلم ؛ لقوله تعالى : وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح .
وأخرج ، عن أبو الشيخ قال : الأشد : الحلم . زيد بن أسلم
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : سعيد بن المسيب وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها فقال : من أوفى على يديه في الكيل والميزان ، والله يعلم صحة نيته بالوفاء [ ص: 258 ] فيهما ، لم يؤاخذ ، وذلك تأويل وسعها . تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأخرج ، عن أبو الشيخ في قوله : سعيد بن جبير وأوفوا الكيل والميزان بالقسط يعني : بالعدل ، لا نكلف نفسا إلا وسعها يعني : إلا طاقتها .
وأخرج ، عن أبو الشيخ في قوله : قتادة بالقسط قال : بالعدل .
وأخرج وضعفه ، الترمذي ، وابن عدي وابن مردويه في شعب الإيمان ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس يا معشر التجار ، إنكم قد وليتم أمرا هلكت فيه الأمم السالفة قبلكم : المكيال والميزان .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن مسعود ما نقص قوم المكيال والميزان إلا سلط الله عليهم الجوع .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : ابن زيد وإذا قلتم فاعدلوا قال : قولوا الحق .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى يعني : ولو كان قرابتك فقل فيه الحق .