قوله تعالى : واستعينوا بالصبر .
أخرج عن عبد بن حميد في قوله : قتادة واستعينوا بالصبر والصلاة [ ص: 349 ] قال : إنهما معونتان من الله فاستعينوا بهما .
وأخرج في " كتاب العزاء "، ابن أبي الدنيا عن وابن أبي حاتم قال : الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه واحتسابه عند الله رجاء ثوابه وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر . سعيد بن جبير
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : الصبر صبران : صبر عند المصيبة حسن وأحسن منه الصبر عن محارم الله . عمر بن الخطاب
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : الصبر بابين الصبر لله فيما أحب وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء، فمن كان هكذا فهو من الصابرين الذين يسلم عليهم إن شاء الله تعالى . ابن زيد
وأخرج في " كتاب الصبر "، ابن أبي الدنيا في " الثواب " وأبو الشيخ في " مسند الفردوس "، عن والديلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي، الصبر ثلاثة؛ فصبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر على المعصية .
[ ص: 350 ] وأخرج أحمد، في " مسنده "، وعبد بن حميد وصححه، والترمذي ، وابن مردويه في " شعب الإيمان " وفي “ الأسماء والصفات “ عن والبيهقي قال : ابن عباس تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وإن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك أو أن يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك، وأن قد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فإذا سألت فسأل الله، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك، واعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن وإذا استعنت فاستعن بالله، وإذا اعتصمت فاعتصم بالله، وأن الصبر على ما تكره خير كثير، النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا . كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ قلت : بلى، قال :
وأخرج في " الأفراد "، الدارقطني ، وابن مردويه والأصبهاني في " الترغيب " عن سهل بن سعد الساعدي، لعبد الله بن عباس : يا غلام ألا أعلمك كلمات تنتفع بهن؟ قال : بلى يا رسول [ ص: 351 ] الله، قال : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن، ولو جهد العباد أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد العباد أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه فإن استطعت أن تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
وأخرج في " نوادر الأصول " عن الحكيم الترمذي قال : ابن عباس كنت ذات يوم رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أعلمك خصالا ينفعك الله بهن؟ قلت : بلى، قال : عليك بالعلم فإن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه والرفق أبوه، واللين أخوه، والصبر أمير جنوده .
وأخرج في " شعب الإيمان " البيهقي في " كتاب الشكر " عن والخرائطي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس الإيمان نصفان، فنصف في الصبر ونصف في الشكر .
[ ص: 352 ] وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود واليقين الإيمان كله . الصبر نصف الإيمان
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، والطبراني عن والبيهقي موقوفا مثله، وقال ابن مسعود : إنه المحفوظ . البيهقي
وأخرج عن البيهقي قال : الإيمان على أربع دعائم، على الصبر والعدل واليقين والجهاد . علي بن أبي طالب
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن والبيهقي قال : قيل يا رسول الله، أي الإيمان أفضل؟ قال : الصبر والسماحة، قيل : فأي المؤمنين أكمل إيمانا قال : أحسنهم خلقا . جابر بن عبد الله
وأخرج عن البيهقي عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه عن جده قال : بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال : قال : فأي الإسلام أفضل؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده . قال : فأي الهجرة أفضل؟ قال : من هجر السوء، قال : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من أهرق دمه وعقر جواده، قال : [ ص: 353 ] الصبر والسماحة . قال : جهد المقل، قال : فأي الصلاة أفضل؟ قال : فأي الصدقة أفضل؟ طول القنوت .
وأخرج أحمد، عن والبيهقي قال : عبادة بن الصامت قال رجل : يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال : الصبر والسماحة، قال : أريد أفضل من ذلك، قال : لا تتهم الله في شيء من قضائه .
وأخرج عن البيهقي قال : الإيمان الصبر والسماحة، الصبر عن محارم الله وأداء فرائض الله . الحسن
وأخرج في كتاب الإيمان، ابن أبي شيبة ، عن والبيهقي قال : الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، إذا قطع الرأس نتن باقي الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له . علي،
وأخرج ابن أبي الدنيا، عن والبيهقي ، الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أدخل نفسك في هموم الدنيا، واخرج منها بالصبر، وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البراء بن عازب من قضى [ ص: 354 ] نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينيه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماء، ومن صبر على القوت الشديد أسكنه الله الفردوس حيث شاء .
وأخرج أحمد، ، ومسلم ، والترمذي وابن ماجه، واللفظ له، عن والبيهقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافا وصبر على ذلك .
وأخرج عن البيهقي أبي الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : طوبى لمن رزقه الله الكفاف وصبر عليه .
وأخرج عن البيهقي عسعس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رجلا فسأل عنه، فجاء فقال : يا رسول الله إني أردت أن آتي هذا الجبل فأخلو فيه وأتعبد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لصبر أحدكم ساعة على ما يكره في بعض مواطن الإسلام خير من عبادته خاليا أربعين سنة .
وأخرج من طريق البيهقي عسعس بن سلامة عن أبي حاضر الأسدي أن [ ص: 355 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رجلا فسأل عنه فقيل : إنه قد تفرد يتعبد، فبعث إليه فأتي به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن موطنا من مواطن المسلمين أفضل من عبادة الرجل وحده ستين سنة، قالها ثلاثا .
وأخرج في " الأدب "، البخاري ، والترمذي عن وابن ماجه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس أيكم يسره أن يقيه الله من فيح جهنم؟ ثم قال : ألا إن عمل الجنة خزن بربوة- ثلاثا- ألا إن عمل النهار سهل بشهوة- ثلاثا- والسعيد من وقي الفتن ومن ابتلي فصبر، فيا لها، ثم يا لها .
وأخرج وضعفه عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثا إلا أتاهم الله برزق .
وأخرج في " نوادر الأصول " من حديث الحكيم الترمذي مثله . ابن [ ص: 356 ] عمر،
وأخرج من وجه آخر ضعيف عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس من جاع أو احتاج فكتمه الناس، كان حقا على الله أن يرزقه رزق سنة من حلال .
وأخرج عن البيهقي قال : ما من مؤمن تقي يحبس الله عنه الدنيا ثلاثة أيام، وهو في ذلك راض عن الله، من غير جزع، إلا وجبت له الجنة . ابن عباس
وأخرج عن البيهقي قال : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات : أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني . شريح
وأخرج ابن أبي الدنيا، عن والبيهقي قال : الحسن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل منكم من يريد أن يؤتيه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية؟ هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا، ألا إنه من زهد الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علما بغير تعلم [ ص: 357 ] وهدى بغير هداية ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالبخل والفخر، ولا المحبة إلا بالاستخرام في الدين واتباع الهوى، ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى وصبر للبغضاء وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، لا يريد بذلك إلا وجه الله، أعطاه ثواب خمسين صديقا .
وأخرج في “ الزهد “، أحمد عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن أفضل الإيمان الصبر والسماحة .
وأخرج مالك، ، وأحمد ، والبخاري ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري، إنه من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ولم تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر .
[ ص: 358 ] وأخرج في “ الزهد “ عن أحمد قال : وجدنا خير عيشنا الصبر . عمر بن الخطاب
وأخرج في “ الحلية “ عن أبو نعيم قال : ما نال رجل من جسيم الخير – نبي ولا غيره - إلا بالصبر . ميمون بن مهران