قوله تعالى : كلا بل ران على قلوبهم الآية .
أخرج أحمد، وعبد بن حميد وصححه والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، ، وابن أبي حاتم وابن حبان، [ ص: 297 ] وصححه، والحاكم وابن مردويه في شعب الإيمان عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون . إن العبد إذا أذنب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكر الله في القرآن
وأخرج عن بعض الصحابة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ابن أبي حاتم من قتل مؤمنا اسود سدس قلبه وإن قتل اثنين اسود ثلث قلبه وإن قتل ثلاثة رين على قلبه فلم يبال ما قتل فذلك قوله : بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون .
وأخرج الفريابي عن والبيهقي قال : القلب هكذا مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض حتى يجتمع فإذا اجتمع طبع عليه فإذا سمع خيرا دخل في أذنيه حتى يأتي القلب فلا يجد فيه مدخلا فذلك قوله : حذيفة بل ران على قلوبهم الآية .
وأخرج عن ابن المنذر إبراهيم التيمي في قوله : كلا بل ران الآية . قال : [ ص: 298 ] إذا عمل الرجل الذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ثم يعمل الذنب بعد ذلك فينكت في قلبه نكتة سوداء ثم كذلك حتى يسود قلبه فإذا ارتاح العبد قال : ييسر له عمل صالح فيذهب من السواد بعضه ثم ييسر له عمل صالح أيضا فيذهب من السواد بعضه ثم ييسر له أيضا عمل صالح فيذهب من السواد بعضه ثم كذلك حتى يذهب السوء كله .
وأخرج في الفتن نعيم بن حماد وصححه وتعقبه والحاكم الذهبي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو أنه كان يقول : لن تنفكوا بخير ما استغنى أهل بدوكم عن أهل حضركم ولتسوقنهم السنون والسنات حتى يكونوا معكم في الديار ولا تمتنعوا منهم لكثرة من يسير عليكم منهم، قال : يقولون طالما جعنا وشبعتم وطالما شقينا ونعمتم فواسونا اليوم ولتستصعبن بكم الأرض حتى يغبط أهل حضركم أهل بدوكم ولتميلن بكم الأرض ميلة يهلك منها من هلك ويبقى من بقي حتى تعتق الرقاب ثم تهدأ بكم الأرض بعد ذلك حتى يندم المعتقون ثم تميل بكم الأرض ميلة أخرى فيهلك فيها من هلك ويبقى من بقي يقولون : ربنا نعتق ربنا نعتق فيكذبهم الله كذبتم كذبتم أنا أعتق قال : وليبتلين أخريات هذه الأمة بالرجف فإن [ ص: 299 ] تابوا تاب الله عليهم وإن عادوا عاد الله عليهم الرجف والقذف والخذف والمسخ والخسف والصواعق فإذا قيل : هلك الناس هلك الناس فقد هلكوا
ولن يعذب الله أمة حتى تعذر قالوا : وما عذرها؟ قال : يعترفون بالذنوب ولا يتوبون ولتطمئن القلوب بما فيها من برها وفجورها كما تطمئن الشجرة بما فيها حتى لا يستطيع محسن يزداد إحسانا ولا يستطيع مسيء استعتابا، قال الله : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون .
وأخرج عن عبد بن حميد قتادة كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال : أعمال السوء ذنب على ذنب حتى مات قلبه واسود .
وأخرج عن عبد بن حميد مجاهد كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال : أثبتت على قلبه الخطايا حتى غمرته .
وأخرج ، ابن جرير وابن المنذر، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ران قال : طبع .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : الران الطابع . مجاهد
وأخرج ، سعيد بن منصور وابن المنذر في شعب الإيمان عن [ ص: 300 ] والبيهقي في الآية كانوا يرون أن الرين هو الطبع . مجاهد
وأخرج ابن جرير عن والبيهقي قال : نبئت أن الذنوب على القلب تحف به من نواحيه حتى تلتقي عليه فالتقاؤها عليه الطبع . مجاهد
وأخرج عن ابن جرير كانوا يرون أن القلب مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض حتى يختم عليه ويسمع الخير فلا يجد له مساغا . مجاهد
وأخرج ابن جرير عن والبيهقي قال : الران أيسر من الطبع والطبع أيسر من الأقفال والأقفال أشد ذلك كله . مجاهد
وأخرج عن عبد بن حميد مجاهد كلا بل ران على قلوبهم قال : يعمل الذنب فيحيط بالقلب فكلما عمل ارتفعت حتى يغشى القلب .
وأخرج عن عبد بن حميد الحسن كلا بل ران على قلوبهم قال : الذنب على الذنب ثم الذنب على الذنب حتى يغمر القلب فيموت .
[ ص: 301 ] وأخرج من طريق عبد بن حميد خليد بن الحكم عن أبي المجير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربع خصال مفسدة للقلوب : مجاراة الأحمق فإن جاريته كنت مثله وإن سكت عنه سلمت منه وكثرة الذنوب مفسدة للقلوب وقد قال الله : بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون والخلوة بالنساء والاستمتاع منهن والعمل برأيهن ومجالسة الموتى قيل وما الموتى يا رسول الله قال : كل غني قد أبطره غناه .