قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم الآية .
أخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد وصححه، والترمذي ، وابن جرير وابن [ ص: 517 ] المنذر، ، وابن أبي حاتم ، والطبراني وصححه، والحاكم ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم في قوم من أهل مكة، أسلموا وأرادوا أن يأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلما أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم، فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم . نزلت هذه الآية :
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن مردويه في الآية قال : كان الرجل يريد الهجرة فتحبسه امرأته وولده، فيقول : أما والله لئن جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لأفعلن ولأفعلن، فجمع الله بينهم في دار الهجرة، فأنزل الله : ابن عباس وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا .
وأخرج ، عن عبد بن حميد : مجاهد إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم قال : حمل أيهما ما كان الرجل على قطيعة رحمه [ ص: 518 ] أو على معصية ربه، فلا يستطيع مع حبه إلا أن يطيعه .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن المنذر في قوله : قتادة إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم . قال : منهم من لا يأمر بطاعة ولا ينهى عن معصية، وكفى بذلك عداوة للمرء؛ أن يكون صاحبه لا يأمر بطاعة ولا ينهى عن معصية، وكانوا يثبطون عن الجهاد والهجرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .