قوله تعالى : وله الكبرياء الآية . أخرج عن ابن عساكر عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عمر بن ذر ما قعد قوم يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة، فإذا حمدوا الله حمدوه، وإن سبحوا الله سبحوه، وإن كبروا الله كبروه، وإن استغفروا الله أمنوا، ثم عرجوا إلى ربهم فسألهم فقالوا : ربنا عبيد لك من أهل الأرض ذكروك فذكرناك . قال : ويقولون ماذا؟ قالوا : ربنا حمدوك . فقال : أول من عبد وآخر من حمد . قالوا : وسبحوك . قال : مدحي لا ينبغي لأحد غيري . قالوا : ربنا كبروك . قال : لي الكبرياء في السماوات والأرض وأنا العزيز الحكيم . قالوا : ربنا استغفروك . قال : إني أشهدكم أني قد غفرت لهم .
[ ص: 309 ] وأخرج ابن مردويه في "شعب الإيمان" عن والبيهقي رفعه : أبي هريرة إن لله ثلاثة أثواب؛ اتزر بالعزة، وتسربل بالرحمة، وارتدى بالكبرياء، فمن تعزز بغير ما أعزه الله فذلك الذي يقال له : ذق إنك أنت العزيز الكريم [الدخان : 49] . ومن رحم الناس رحمه الله، فذلك الذي تسربل بسرباله الذي ينبغي له، ومن تكبر فقد نازع الله رداءه الذي ينبغي له؛ فإنه تبارك وتعالى يقول : لا ينبغي لمن نازعني أن أدخله الجنة .
وأخرج ومسلم، ابن أبي شيبة، وأبو داود، وابن ماجه، وابن مردويه، في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي قال : أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار .