قوله تعالى : فمن اعتدى عليكم الآية .
وأخرج في "ناسخه" ، أبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في "سننه"، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ، وقوله : وجزاء سيئة سيئة مثلها ، وقوله : ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل وقوله : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال : هذا ونحوه نزل بمكة والمسلمون يومئذ قليل، فليس لهم سلطان يقهر المشركين، فكان المشركون يتعاطونهم بالشتم والأذى، فأمر الله المسلمين من يتجازى منهم أن يتجازى بمثل ما أوتي إليه أو يصبر أو يعفو، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأعز الله سلطانه، أمر الله المسلمين أن ينتهوا في مظالمهم إلى سلطانهم، ولا يعدو بعضهم على بعض كأهل الجاهلية، فقال : ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا الآية ، يقول : ينصره السلطان حتى ينصفه من ظالمه، ومن انتصر لنفسه دون السلطان [ ص: 321 ] فهو عاص مسرف، قد عمل بحمية الجاهلية، ولم يرض بحكم الله تعالى .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : مجاهد فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه قال : فقاتلوهم فيه كما قاتلوكم .
وأخرج ، أحمد وابن جرير في "ناسخه" ، عن والنحاس قال : جابر بن عبد الله لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى، أو يغزو، فإذا حضره أقام حتى ينسلخ .