قوله تعالى : وعلى الذين يطيقونه فدية .
[ ص: 178 ] أخرج ، عن عبد بن حميد قال : كان ابن سيرين يخطب، فقرأ هذه الآية : ابن عباس وعلى الذين يطيقونه فدية قال : قد نسخت هذه الآية .
وأخرج ، ابن أبي حاتم في «ناسخه» ، والنحاس ، عن وابن مردويه قال : نزلت هذه الآية : ابن عباس وعلى الذين يطيقونه فدية فكان من شاء صام، ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا، ثم نزلت هذه الآية : فمن شهد منكم الشهر فليصمه فنسخت الأولى؛ إلا الكبير الفاني، إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينا وأفطر .
وأخرج عن أبو داود، : ابن عباس وعلى الذين يطيقونه فدية فكان من شاء منهم أن يفتدي بطعام مسكين افتدى وتم له صومه، فقال : فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ، وقال : فمن شهد منكم الشهر فليصمه الآية .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "سننه"، عن والبيهقي في الآية قال : كانت رخصة للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وهما يطيقان الصوم أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا، ثم نسخت بعد ذلك، فقال الله : ابن عباس فمن شهد منكم الشهر فليصمه ، وأثبت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة إذا كانا لا [ ص: 179 ] يطيقان الصوم أن يفطرا ويطعما، وأطعمتا مكان كل يوم مسكينا، ولا قضاء عليهما . وللحبلى والمرضع إذا خافتا أفطرتا
وأخرج الدارمي، ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير وابن خزيمة، وأبو عوانة ، ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والنحاس ، وابن حبان ، والطبراني ، والحاكم في "سننه"، عن والبيهقي قال : لما نزلت هذه الآية : سلمة بن الأكوع وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من شاء منا صام، ومن شاء أن يفطر ويفتدي فعل، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها : فمن شهد منكم الشهر فليصمه .
وأخرج عن ابن حبان، قال : سلمة بن الأكوع كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من شاء صام، ومن شاء أفطر وافتدى بإطعام مسكين، حتى نزلت هذه الآية : فمن شهد منكم الشهر فليصمه .
وأخرج عن البخاري، قال : حدثنا أصحاب ابن أبي ليلى محمد صلى الله عليه وسلم : [ ص: 180 ] نزل رمضان فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه، ورخص لهم في ذلك، فنسختها : وأن تصوموا خير لكم فأمروا بالصوم .
وأخرج ، عن ابن جرير حدثنا أصحابنا : ابن أبي ليلى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا من غير فريضة، ثم نزل صيام رمضان، وكانوا قوما لم يتعودوا الصيام، فكان يشتد عليهم الصوم، فكان من لم يصم أطعم مسكينا، ثم نزلت هذه الآية : فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر فكانت الرخصة للمريض والمسافر، وأمرنا بالصيام .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن المنذر قال : لما نزلت هذه الآية : عامر الشعبي وعلى الذين يطيقونه فدية أفطر الأغنياء وأطعموا وحصل الصوم على الفقراء، فأنزل الله : فمن شهد منكم الشهر فليصمه فصام الناس جميعا .
وأخرج ، وكيع ، عن وعبد بن حميد قال : دخلت على ابن أبي ليلى في شهر رمضان وهو يأكل، فقلت له : أتأكل؟ قال : إن الصوم [ ص: 181 ] أول ما نزل كان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا كل يوم، فلما نزلت : عطاء بن أبي رباح فمن تطوع خيرا فهو خير له كان من تطوع أطعم مسكينين، فلما نزلت : فمن شهد منكم الشهر فليصمه وجب على كل مسلم إلا مريضا أو مسافرا أو الشيخ الكبير الفاني مثلي، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا . الصوم
وأخرج ، وكيع ، وسعيد بن منصور في «المصنف»، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، وابن جرير ، وابن المنذر في "سننه"، عن والبيهقي ، أنه كان يقرأ : (فدية طعام مساكين) وقال : هي منسوخة، نسختها الآية التي بعدها : ابن عمر فمن شهد منكم الشهر فليصمه .
وأخرج ، وسفيان، وكيع ، وعبد الرزاق ، والفريابي ، والبخاري في «ناسخه»، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في «المصاحف»، وابن الأنباري ، والطبراني ، والدارقطني من طرق، عن والبيهقي أنه كان يقرأ : " وعلى الذين يطوقونه " مشددة قال : يكلفونه ولا يطيقونه . ويقول : ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير الهم، والعجوز الكبيرة الهمة، [ ص: 182 ] يطعمون لكل يوم مسكينا ولا يقضون . ابن عباس
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والدارقطني وصححاه، والحاكم ، عن والبيهقي : (وعلى الذين يطوقونه) قال : يكلفونه، ابن عباس فدية طعام مسكين واحد، فمن تطوع خيرا زاد طعام مسكين آخر، فهو خير له وأن تصوموا خير لكم قال : فهذه ليست منسوخة، ولا يرخص إلا للكبير الذي لا يطيق الصوم، أو مريض يعلم أنه لا يشفى .
وأخرج ، ابن جرير ، عن والبيهقي أنها كانت تقرأ : (يطوقونه) . عائشة
وأخرج ابن أبي داود في «المصاحف»، عن أنه قرأ : (وعلى الذين يطوقونه) . سعيد بن جبير،
وأخرج ، وكيع ، وعبد بن حميد عن وابن الأنباري، أنه كان [ ص: 183 ] يقرأ : (وعلى الذين يطوقونه) قال : يكلفونه . وقال : ليس هي منسوخة، الذين يطيقونه يصومونه، والذين يطوقونه عليهم الفدية . عكرمة
وأخرج ، ابن جرير عن وابن الأنباري، أنه قرأ : (وعلى الذين يطوقونه) قال : يتجشمونه، يتكلفونه . ابن عباس
وأخرج ، سعيد بن منصور في «ناسخه» ، وأبو داود ، عن وابن جرير أنه كان يقرؤها : (وعلى الذين يطيقونه) وقال : لو كان : عكرمة يطيقونه إذن صاموا .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : نزلت : ابن عباس وعلى الذين يطيقونه فدية في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم، فرخص له أن يطعم مكان كل يوم مسكينا .
وأخرج ، عبد بن حميد في «ناسخه» ، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والدارقطني ، عن والبيهقي : ابن عباس وعلى الذين يطيقونه فدية قال : ليست منسوخة، هو الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصيام، يفطر ويتصدق لكل يوم نصف صاع من بر؛ مدا لطعامه، ومدا لإدامه .
[ ص: 184 ] وأخرج في «طبقاته»، عن ابن سعد قال : هذه الآية نزلت في مولاي قيس بن السائب : مجاهد وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فأفطر وأطعم لكل يوم مسكينا .
وأخرج ، عن ابن جرير : ابن عباس وعلى الذين يطيقونه قال : فله أن يفطر ويطعم كل يوم مسكينا، والحامل، والمرضع، والشيخ الكبير، والذي سقم دائم . من لم يطق الصوم إلا على جهد
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : علي بن أبي طالب وعلى الذين يطيقونه قال : يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكينا . الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم،
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأبو يعلى ، وابن المنذر ، والدارقطني ، عن والبيهقي ، أنه ضعف عن الصوم عاما قبل موته، فصنع جفنة من ثريد، فدعا ثلاثين مسكينا فأطعمهم . أنس بن مالك
وأخرج عن الطبراني، ، أن قتادة ضعف عن الصوم قبل موته عاما، فأفطر وأطعم كل يوم مسكينا . أنسا
[ ص: 185 ] وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير وصححه، عن والدارقطني ، أنه قال لأم ولد له حامل أو مرضع : أنت بمنزلة الذين لا يطيقون الصيام، عليك الطعام، ولا قضاء عليك . ابن عباس
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن والدارقطني قال : أرسلت إحدى بنات نافع إلى ابن عمر تسأله عن صوم رمضان وهي حامل، قال : تفطر وتطعم كل يوم مسكينا . ابن عمر
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وعبد بن حميد قال : تفطر الحامل التي في شهرها، والمرضع التي تخاف على ولدها، يفطران ويطعمان كل يوم مسكينا، كل واحدة منهما، ولا قضاء عليهما . سعيد بن جبير
وأخرج ، عن عبد بن حميد عثمان بن الأسود قال : سألت عن امرأتي، وكانت حاملا، وشق عليها الصوم . فقال : مرها فلتفطر ولتطعم مسكينا كل يوم، فإذا أصحت فلتقض . مجاهدا
وأخرج ، عن عبد بن حميد قال : المرضع إذا خافت أفطرت وأطعمت، والحامل إذا خافت على نفسها أفطرت وقضت، هي بمنزلة المريض . الحسن
[ ص: 186 ] وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وعبد بن حميد قال : تفطران وتقضيان صياما . الحسن
وأخرج ، عن عبد بن حميد النخعي قال : الحامل والمرضع إذا خافتا أفطرتا وقضتا مكان ذلك صوما .
وأخرج ، عن عبد بن حميد قال : إذا إبراهيم فليفطر . خشي إنسان على نفسه في رمضان