قوله تعالى : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا .
أخرج ، سعيد بن منصور ، والبخاري ، وابن جرير ، عن وابن مردويه قال : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا، كل أمة تتبع نبيها، يقولون : يا فلان، اشفع لنا . حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود . ابن عمر
وأخرج ، أحمد وحسنه، والترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في "الدلائل"، عن والبيهقي ، أبي هريرة عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وسئل عنه، قال : "هو المقام الذي [ ص: 420 ] أشفع فيه لأمتي" . عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :
وأخرج ، ابن جرير في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة (الشفاعة" .
وأخرج ، ابن جرير ، والطبراني ، من طرق عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . قال : مقام الشفاعة .
وأخرج عن ابن مردويه قال : سعد بن أبي وقاص سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال : "هو الشفاعة" .
وأخرج ، أحمد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم وابن حبان، وصححه، والحاكم ، عن وابن مردويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كعب بن مالك، "يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي أن أقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود" .
[ ص: 421 ] وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "شعب الإيمان"، من طريق والبيهقي قال : أخبرني رجل من أهل العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : علي بن الحسين وجبريل عن يمين الرحمن، والله ما رآه جبريل قط قبلها - أنك أرسلته إلي . وجبريل ساكت لا يتكلم، حتى يقول الرب : صدقت . ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول : أي رب، عبادك عبدوك في أطراف الأرض" . فذلك المقام المحمود . "تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم، ولا يكون لبشر من بني آدم فيها إلا موضع قدمه، ثم أدعى أول الناس فأخر ساجدا، ثم يؤذن لي فأقول : يا رب، أخبرني هذا – لجبريل،
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبزار ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "الحلية"، وأبو نعيم في "البعث"، والبيهقي في "المتفق والمفترق"، عن والخطيب قال : يجمع الناس في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، حفاة عراة كما خلقوا، قياما لا تكلم نفس إلا بإذنه، ينادى : يا حذيفة محمد . فيقول : "لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، وبك وإليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب [ ص: 422 ] البيت" . فهذا المقام المحمود .
وأخرج ، البخاري ، وابن جرير ، عن وابن مردويه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمر بآدم، فيقول : لست بصاحب ذلك" . ثم موسى، فيقول كذلك، ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع، فيقضي الله بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة باب الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم . "إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا
وأخرج ، أحمد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم ، عن وابن مردويه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن مسعود إبراهيم عليه السلام، فيقول : اكسوا خليلي . فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد، فيغبطني به الأولون والآخرون، ثم يفتح نهر من [ ص: 423 ] الكوثر إلى الحوض" . "إني لأقوم المقام المحمود" . قيل : وما المقام المحمود؟ قال : "ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا، فيكون أول من يكسى
وأخرج ، من طريق ابن مردويه عن أبيه، عن جده، عمرو بن شعيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : ما المقام المحمود الذي ذكر لك ربك؟ قال : "يحشر الله الناس يوم القيامة عراة غرلا، كهيئتهم يوم ولدوا، هالهم الفزع الأكبر وكظمهم الكرب العظيم، وبلغ الرشح أفواههم وبلغ بهم الجهد والشدة، فأكون أول مدعى وأول معطى، ثم يدعى إبراهيم قد كسي ثوبين أبيضين من ثياب الجنة، ثم يؤمر فيجلس في قبل الكرسي، ثم أقوم عن يمين ، فما من الخلائق قائم غيري، فأتكلم فيسمعون وأشهد فيصدقون .
وأخرج عن ابن مردويه ، ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " . قال : يجلسه على السرير .
وأخرج وحسنه، الترمذي وابن خزيمة، ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله /صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري آدم، فيقولون : أنت أبونا فاشفع لنا إلى ربك . فيقول : إني أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحا . فيأتون نوحا، فيقول : إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم . فيأتون إبراهيم، فيقول : ائتوا موسى . فيأتون موسى، فيقول : إني قتلت نفسا، ولكن ائتوا عيسى . فيأتون عيسى، فيقول : إني عبدت من دون الله، ولكن ائتوا محمدا . فيأتوني فأنطلق معهم فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها، فيقال : من هذا؟ فأقول : محمد . فيفتحون لي، ويقولون : مرحبا . فأخر ساجدا، فيلهمني الله من الثناء والحمد والمجد، فيقال : ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفع، وقل يسمع لقولك" . فهو المقام المحمود الذي قال الله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، [ ص: 424 ] وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ؛ آدم فمن سواه، إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون
وأخرج عن ابن مردويه في قوله : أبي سعيد عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . قال : يخرج الله قوما من النار من أهل الإيمان والقبلة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك المقام المحمود .
[ ص: 425 ] وأخرج عن ابن مردويه أنه ذكر حديث الجهنميين، فقيل له : ما هذا الذي تحدث، والله يقول : جابر بن عبد الله، إنك من تدخل النار فقد أخزيته [آل عمران : 192]، و كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ؟! [السجدة : 20] . فقال : هل تقرأ القرآن؟ قال : نعم . قال : فهل سمعت فيه بالمقام المحمود؟ قال : نعم . قال : فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم الذي يخرج الله به من يخرج .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، عن وابن مردويه قال : يأذن الله في الشفاعة، فيقوم روح القدس ابن مسعود جبريل ، ثم يقوم إبراهيم خليل الله، ثم يقوم عيسى أو موسى، ثم يقوم نبيكم رابعا ليشفع، لا يشفع أحد بعده أكثر مما شفع، وهو المقام المحمود الذي قال الله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا .
وأخرج عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد "إذا سألتم الله فاسألوه أن يبعثني المقام المحمود الذي وعدني" .
وأخرج عن البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جابر، محمدا الوسيلة [ ص: 426 ] والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته . حلت له شفاعتي يوم القيامة" . "من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت
وأخرج ابن أبي شيبة قال : يقال له : سل تعطه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - واشفع تشفع، وادع تجب . فيرفع رأسه فيقول : "أمتي" . مرتين أو ثلاثا، فقال سلمان يشفع في كل من في قلبه مثقال حبة حنطة من إيمان، أو مثقال شعيرة من إيمان، أو مثقال حبة خردل من إيمان . قال سلمان : فذلكم المقام المحمود . سلمان : عن
وأخرج عن الديلمي قال : ابن مسعود قيل : يا رسول الله، ما المقام المحمود؟ قال : "ذاك يوم ينزل الله تعالى فيه على عرشه، فيئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه" .
أخرج عن الطبراني في قوله : ابن عباس عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . قال : يجلسه فيما بينه وبين جبريل، ويشفع لأمته، فذلك المقام المحمود .
وأخرج عن الديلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر " عسى أن [ ص: 427 ] يبعثك ربك مقاما محمودا " . قال : "يجلسني معه على السرير" .
وأخرج عن ابن جرير قتادة في قوله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا، فأومأ إليه جبريل : أن تواضع . فاختار أن يكون عبدا نبيا، فأعطي به نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتين؛ أنه أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وكان أهل العلم يرون أنه المقام المحمود .
وأخرج عن ابن جرير في قوله : مجاهد عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . قال : يجلسه معه على عرشه .