قوله تعالى : فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها . الآية . أخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن وأبو الشيخ قال : بلغني أن في حرف قتادة : (فهلا كانت قرية آمنت) . ابن مسعود
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم أبي مالك في قوله : فلولا كانت قرية آمنت يقول : فما كانت قرية آمنت .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم أبي مالك قال : إلا في حرفين؛ في يونس : كل ما في القرآن "فلولا" فهو "فهلا" فلولا كانت قرية آمنت والآخر : فلولا كان من القرون من قبلكم .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد فلولا كانت قرية آمنت قال : فلم تكن قرية آمنت .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ : قتادة فلولا كانت قرية آمنت الآية . يقول : لم يكن هذا في الأمم قبل قوم يونس، لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب إلا قوم يونس فاستثنى الله قوم يونس وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل فلما [ ص: 708 ] فقدوا نبيهم قذف الله تعالى في قلوبهم التوبة فلبسوا المسوح وأخرجوا المواشي وفرقوا بين كل بهيمة وولدها فعجوا إلى الله أربعين صباحا فلما عرف الله الصدق من قلوبهم والتوبة والندامة على ما مضى منهم كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم لم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل .
وأخرج ، ابن جرير وابن المنذر ، عن وأبو الشيخ في قوله : ابن عباس فلولا كانت قرية آمنت الآية . قال : لم تكن قرية آمنت فنفعها الإيمان إذا نزل بها بأس الله، إلا قرية يونس .
وأخرج عن ابن مردويه عن النبي صلى الله عليه وسلم عائشة في قوله : إلا قوم يونس لما آمنوا قال : لما دعوا .
وأخرج ، ابن أبي حاتم في "السنة" عن واللالكائي قال : إن الحذر لا يرد القدر، وإن الدعاء يرد القدر، وذلك في كتاب الله : علي بن أبي طالب إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي الآية .
وأخرج ، ابن المنذر ، عن وأبو الشيخ قال : ابن عباس وقد نزل من السماء اقرءوا إن شئتم : إن الدعاء ليرد القضاء إلا قوم يونس لما آمنوا فدعوا، صرف عنهم العذاب .
[ ص: 709 ] وأخرج عن ابن مردويه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن مسعود إن يونس دعا قومه، فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال : إنه يأتيكم يوم كذا وكذا . ثم خرج عنهم، وكانت الأنبياء إذا وعدت قومها العذاب خرجت عنهم، فلما أظلهم العذاب خرجوا ففرقوا بين المرأة وولدها وبين السخلة وأولادها، وخرجوا يعجون إلى الله، فعلم الله منهم الصدق فتاب عليهم وصرف عنهم العذاب، وقعد يونس في الطريق يسأل عن الخبر، فمر به رجل فقال : ما فعل قوم يونس؟ فحدثه بما صنعوا فقال : لا أرجع إلى قوم قد كذبتهم . وانطلق مغاضبا يعني : مراغما .
وأخرج في "الزهد"، أحمد ، عن وابن جرير أن العذاب كان هبط على قوم ابن عباس يونس حتى لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل فلما دعوا كشف الله عنهم .
وأخرج في "الزهد"، أحمد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ قال : غشى قوم سعيد بن جبير يونس العذاب كما يغشي الثوب بالقبر إذا أدخل فيه صاحبه ومطرت السماء دما .
وأخرج عبد الرزاق ، في "الزهد"، وأحمد ، عن وابن جرير في قوله : قتادة إلا قوم يونس لما آمنوا قال : بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل، وفرقوا [ ص: 710 ] بين كل بهيمة وولدها فدعوا الله أربعين ليلة حتى تاب عليهم .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : تيب على قوم علي يونس يوم عاشوراء .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : بعث السدي يونس إلى قرية يقال لها : نينوى على شاطئ دجلة .
وأخرج في "الزهد"، أحمد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم أبي الجلد قال : لما غشى قوم يونس العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له : ما ترى؟ قال : قولوا : يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت . فقالوا، فكشف عنهم العذاب .
وأخرج ابن النجار عن قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة لا ينجي حذر من قدر، وإن الدعاء يدفع من البلاء وقد قال الله في كتابه : إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين .
وأخرج ، عن أبو الشيخ قال : لما دعا ابن عباس يونس على قومه أوحى الله إليه أن العذاب مصبحهم، فقالوا : ما كذب يونس وليصبحنا العذاب، فتعالوا حتى نخرج سخال كل شيء فنجعلها مع أولادنا لعل الله أن يرحمهم .
[ ص: 711 ] فأخرجوا النساء معهن الولدان، وأخرجوا الإبل معها فصلانها، وأخرجوا البقر معها عجاجيلها، وأخرجوا الغنم معها سخالها، فجعلوه أمامهم، وأقبل العذاب، فلما أن رأوه جأروا إلى الله ودعوا، وبكى النساء والولدان ورغت الإبل وفصلانها وخارت البقر وعجاجيلها وثغت الغنم وسخالها فرحمهم الله فصرف عنهم العذاب إلى جبال آمد فهم يعذبون حتى الساعة .