قوله تعالى: وما نتنزل إلا بأمر ربك فيه قولان: أحدهما: أنه قول أهل الجنة: إننا لا ننزل موضعا من الجنة إلا بأمر الله ، قاله ابن بحر.
الثاني: أنه قول جبريل عليه السلام ، لما ذكر أن جبريل أبطأ على النبي صلى الله عليه وسلم باثنتي عشرة ليلة ، فلما جاءه قال: (غبت عني حتى ظن المشركون كل ظن) . فنزلت وما نتنزل إلا بأمر ربك ويحتمل وجهين: أحدهما: إذا أمرنا نزلنا عليك.
[ ص: 382 ] الثاني: إذا أمرك ربك نزلنا عليك الأمر على الوجه الأول متوجها إلى النزول ، وعلى الثاني متوجها إلى التنزيل. له ما بين أيدينا وما خلفنا فيه قولان: أحدهما: ما بين أيدينا من الآخرة ، وما خلفنا من الدنيا. وما بين ذلك يعني ما بين النفختين ، قاله . والثاني: قتادة ما بين أيدينا أي ما مضى أمامنا من الدنيا ، وما خلفنا ما يكون بعدنا من الدنيا والآخرة. وما بين ذلك ما مضى من قبل وما يكون من بعد ، قاله ويحتمل ثالثا: ابن جرير. ما بين أيدينا : السماء ، وما خلفنا : الأرض. وما بين ذلك ما بين السماء والأرض. وما كان ربك نسيا فيه وجهان: أحدهما: أي ما نسيك ربك.
الثاني: وما كان ربك ذا نسيان. قوله عز وجل: هل تعلم له سميا فيه أربعة أوجه: أحدها: يعني مثلا وشبيها ، قاله ، ابن عباس مأخوذ من المساماة. ومجاهد ،
الثاني: أنه لا أحد يسمى بالله غيره ، قاله ، قتادة والكلبي.
الثالث: أنه لا يستحق أحد أن يسمى إلها غيره.
الرابع: هل تعلم له من ولد ، قاله ، قال الضحاك أبو طالب:
أما المسمى فأنت منه مكثر لكنه ما للخلود سبيل