من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون
قوله عز وجل: من كفر بالله من بعد إيمانه ذكر أنها نزلت في الكلبي
[ ص: 216 ] عبد الله بن أبي سرح ومقيس بن صبابة وعبد الله بن خطل وقيس بن الوليد بن المغيرة ، كفروا بعد إيمانهم ثم قال تعالى: إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان قال نزل ذلك في الكلبي: وأبويه عمار بن ياسر ياسر وسمية وبلال وصهيب ، أظهروا الكفر بالإكراه وقلوبهم مطمئنة بالإيمان. ثم قال تعالى: وخباب ولكن من شرح بالكفر صدرا وهم من تقدم ذكرهم ، فإذا أكره على الكفر فأظهره بلسانه وهو معتقد الإيمان بقلبه ليدفع عن نفسه بما أظهر ، ويحفظ دينه بما أضمر فهو على إيمانه ، ولو لم يضمره لكان كافرا. وقال بعض المتكلمين: إنما يجوز للمكره إظهار الكفر عل وجه التعريض دون التصريح البات. لقبح التصريح بالتكذيب وخطره في العرف والشرع ، كقوله إن محمدا كاذب في اعتقادكم ، أو يشير لغيره ممن يوافق اسمه لاسمه إذا عرف منه الكذب ، وهذا لعمري أولى الأمرين ، ولم يصر المكره بالتصريح كافرا.