[ ص: 163 ] قوله عز وجل: أومن كان ميتا فأحييناه فيه ثلاثة أوجه: أحدها: كان ميتا حين كان نطفة فأحييناه بنفخ الروح [فيه] ، حكاه ابن بحر . والثاني: كان ميتا بالكفر فأحييناه بالهداية إلى الإيمان ، حكاه . والثالث: كان ميتا بالجهل فأحييناه بالعمل ، أنشدني بعض أهل العلم ما يدل على صحة هذا التأويل لبعض شعراء ابن عيسى البصرة:
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله فأجسامهم قبل القبور قبور وإن امرءا لم يحيى بالعلم ميت
فليس له حتى النشور نشور
وجعلنا له نورا يمشي به في الناس فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن النور القرآن ، قاله . والثاني: أنه العلم الذي يهدي إلى الرشد. والثالث: أنه حسن الإيمان. وقوله: الحسن يمشي به في الناس يحتمل وجهين: أحدهما: ينشر به ذكر دينه بين الناس في الدنيا حتى يصير كالماشي. والثاني: يهتدي به بين الناس إلى الجنة فيكون هو الماشي. كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فيه قولان: أحدهما: أن الظلمات الكفر. والثاني: الجهل ، وشبهه بالظلمة لأن صاحبه في حيرة تفضي به إلى الهلكة كحيرة الماشي في الظلمة. واختلفوا في هذه الآية على قولين. أحدهما: أنها على العموم في كل مؤمن وكافر ، قاله وغيره من أهل العلم. والثاني: أنها على الخصوص في معين. وفيمن تعين نزول ذلك فيه قولان: أحدهما: أن المؤمن الحسن ، والكافر عمر بن الخطاب أبو جهل ، قاله . الضحاك . [ ص: 164 ] والثاني: أن المؤمن ومقاتل ، والكافر عمار بن ياسر أبو جهل ، قاله ، عكرمة . والكلبي