ويجوز أن يكون منصوبا أو مرفوعا على الذم، وتنكير «مالا» للتفخيم والتكثير، وقد كان عند القائلين أنها نزلت في الأخنس أربعة آلاف دينار، وقيل: عشرة آلاف، وجوز أن يكون للتحقير والتقليل باعتبار أنه عند الله تعالى أقل وأحقر شيء.
وقرأ الحسن وأبو جعفر والأخوان: «جمع» بشد الميم للتكثير وهو أوفق بقوله تعالى: وابن عامر وعدده أي: عده مرة بعد أخرى حبا له وشغفا به. وقيل: جعله أصنافا وأنواعا كعقار ونقود حكاه في التأويلات. وقال غير واحد: أي: جعله عدة ومدخرا لنوائب الدهر ومصائبه.
وقرأ الحسن «وعدده» بالتخفيف؛ فقيل معناه وعده فهو فعل ماض فك إدغامه على خلاف القياس كما في قوله: والكلبي:
مهلا أعاذل هل جربت من خلقي أني أجود لأقوام وإن ضننوا
وقيل: هو اسم بمعنى العدد المعروف معطوف على ( ماله ) أي: جمع ماله وضبط عدده وأحصاه وليس ذلك على ما في الكشف من باب: علفتها تبنا وماء باردا؛ لأن جمع العدد عبارة عن ضبطه وإحصائه فلا يحتاج إلى تكلف. وعلى الوجهين أيد بالقراءة المذكورة المعنى الأول لقراءة الجمهور، وقيل: هو اسم بمعنى الأتباع والأنصار يقال: فلان ذو عدد وعدد إذا كان له عدد وافر من الأنصار وما يصلحهم وهو معطوف على (ماله) أيضا أي: جمع ماله وقومه الذين ينصرونه.