في جنة عالية مرتفعة المحل أو علية القدر، فالعلو إما حسي أو معنوي، وجمع بينهما. أبو حيان لا تسمع خطاب لكل من يصلح للخطاب أو هو مسند إلى ضمير الغائبة المؤنثة، وهو راجع للوجوه على أن المراد بها أصحابها أو الإسناد مجازي، وكذا يقال فيما قبل، وأشار بعض إلى أن في الآية صنعة الاستخدام اختيارا لأن المراد بالوجوه أولا حقيقتها وعند إرجاع الضمير إليها ثانيا أصحابها فهم الذين لا يسمعون فيها لاغية أي: لغوا؛ فهي مصدر بمعناه ويجوز كونها صفة كلمة محذوفة على أنها للنسب؛ أي: كلمة ذات لغو، وجوز على تقدير كونها صفة كون الإسناد مجازيا؛ لأن الكلمة ملغو بها لا لاغية، ويجوز أن تكون صفة نفس محذوفة؛ أي: لا تسمع فيها نفسا لاغية، وجعلها مسموعة لوصفها بما يسمع كما تقول: سمعت زيدا يقول كذا، وجوز أن يكون ذلك على المجاز في الإسناد أيضا. وقرأ وأهل الأعرج مكة والمدينة ونافع وابن كثير بخلاف عنهم: «لا تسمع» بتاء التأنيث مبنيا للمفعول: «لاغية» بالرفع، وأبو عمرو وابن محيصن وعيسى وابن كثير كذلك إلا أنهم قرءوا بالياء التحتية؛ لأن التأنيث مجازي مع وجود الفاصل وأبو عمرو والجحدري كذلك إلا أنه نصب «لاغية» على معنى لا يسمع فيها أي أحد لاغية من قولك: أسمعت زيدا.