وقوله تعالى: فأما من طغى إلخ جواب «إذا» على أنها شرطية لا ظرفية كما جوز على طريقة قوله تعالى: فإما يأتينكم مني هدى الآية.
وقولك: إذا جاءك بنو تميم فأما العاصي فأهنه وأما الطائع فأكرمه، واختاره وقيل: جوابها محذوف كأنه قيل: فإذا جاءت وقع ما لا يدخل تحت الوصف، وقوله سبحانه: أبو حيان فأما إلخ تفصيل لذلك المحذوف وفي جعله جوابا غموض، وهو وجه وجيه بيد أنه لا غموض في ذاك بعد تحقق استقامة أن يقال: فإذا جاءت فإن الطاغي الجحيم مأواه وغيره في الجنة مثواه، وزيادة أما لم تفد إلا زيادة المبالغة وتحقيق الترتب والثبوت على كل تقدير، وقيل: هو محذوف لدلالة ما قبل، والتقدير: ظهرت الأعمال ونشرت الصحف أو يتذكر الإنسان ما سعى أو لدلالة ما بعد، والتقدير: انقسم الراءون قسمين وليس بذاك؛ أي: فأما من عتا وتمرد عن الطاعة وجاوز الحد في العصيان حتى كفر .