ثم انتصبنا جبال الصغد معرضة عن اليسار وعن أيماننا جدد
وقد تكون صفة ذي الحال، كـ توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون وهذه يجوز فيها الوجهان باطراد، وما نحن فيه من هذا القبيل، فتدبر.وإفراد العدو، إما للنظر إلى لفظ البعض، وإما لأن وزانه وزان المصدر كالقبول، وبه تعلق ما قبله، واللام كما في البحر مقوية، وقرأ أبو حيوة (اهبطوا) بضم الباء وهو لغة فيه، وبهذا الأمر نسخ الأمر والنهي السابقان، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين أراد بالأرض محل الإهباط، وليس المراد شخصه الذي هو لآدم عليه السلام موضع بجبل سرنديب، ولحواء موضع بجدة، ولإبليس موضع بالإبلة، ولصاحبته موضع بنصيبين، أو أصبهان، أو سجستان، والمستقر اسم مكان، أو مصدر ميمي، ويحتمل على بعد كونه اسم مفعول بمعنى ما استقر ملككم عليه، وتصرفكم فيه، وأبعد منه احتمال كونه اسم زمان [ ص: 237 ] وهو مبتدأ خبره (لكم)، وفيه متعلق بما تعلق به، والمتاع البلغة مأخوذ من متع النهار إذا ارتفع، ويطلق على الانتفاع الممتد وقته، ولا يختص بالحقير، والحين مقدار من الزمان قصيرا أو طويلا، والمراد هنا إلى وقت الموت، وهو القيامة الصغرى، وقيل : إلى يوم القيامة الكبرى، وعليه تجعل السكنى في القبر تمتعا في الأرض، أو يجعل الخطاب شاملا لإبليس، ويراد الكل المجموعي، والجار متعلق بمتاع، قيل : أو به، وبمستقر، على التنازع، أو بمقدار صفة لمتاع، وهذه الجملة كالتي قبلها، استئنافا وحالية.