ويل يومئذ أي يوم إذ أهلكناهم للمكذبين بآيات الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام وليس فيه تكرير لما أن الويل الأول لعذاب الآخرة وهذا لعذاب الدنيا.
وقيل: لا تكرير لاختلاف متعلق المكذبين في الموضعين بأن يكون متعلقة هنا ماسمعت وفيما تقدم يوم الفصل ونحوه وكذا يقال فيما بعد . وجوز اعتبار الاتحاد ، والتأكيد أمر حسن لا ضير فيه ألم نخلقكم من ماء مهين من نطفة قذرة مهينة وليس فيه دليل على نجاسة المني فجعلناه في قرار مكين هو الرحم إلى قدر معلوم أي مقدار معلوم عند الله تعالى من الوقت قدره سبحانه للولادة تسعة أشهر أو أقل منها أو أكثر فقدرنا أي فقدرنا ذلك تقديرا فنعم القادرون أي فنعم المقدرون له نحن .
وجوز أن يكون المعنى فقدرنا على ذلك فنعم القادرون عليه نحن والأول أولى لقراءة كرم الله تعالى وجهه علي ونافع (فقدرنا) بالتشديد ولقوله تعالى والكسائي من نطفة خلقه فقدره [عبس: 19] ولقوله سبحانه إلى قدر معلوم فزاده تفخيما بأن جعلت الغاية مقصودة بنفسها، فقيل: فقدرنا ذلك تقديرا أي تقديرا دالا على كمال القدرة وكمال الرحمة على أن حديث القدرة قد تم في قوله تعالى ألم نخلقكم وقول الطيبي في ترجيح الثاني إثبات القدرة أولى لأن الكلام مع المنكرين لا وجه له إذ لا أحد ينكر هذه القدرة ولو سلم فقد قرروا بها بقوله تعالى ألم نخلقكم فتأمل . .