nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_30797_32872_34103_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168الذين قالوا مرفوع على أنه بدل من واو يكتمون كأنه قيل : والله أعلم بما يكتم الذين قالوا ، أو خبر لمبتدأ محذوف أي هم الذين ، وقيل مبتدأ خبره قل فادرءوا بحذف العائد أي قل لهم إلخ ، أو منصوب على الذم ، أو على أنه نعت للذين نافقوا ، أو بدل منه ، أو مجرور على أنه بدل من ضمير أفواههم أو قلوبهم ، وجاء إبدال المظهر من ضمير الغيبة في كلامهم ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
على حالة لو أن في القوم حاتما على جوده لضن بالماء حاتم
بجر
حاتم بدلا من ضمير جوده لأن القوافي مجرورة ، والمعنى يقولون بأفواه الذين قالوا ، أو يقولون بأفواههم ما ليس في قلوب الذين قالوا ، والكلام على الوجهين من باب التجريد كقوله :
يا خير من يركب المطي ولا يشرب كأسا من كف من بخلا
والقائل كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وغيره هو
عبد الله بن أبي وأصحابه ، وقد قالوا ذلك في يوم
أحد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168لإخوانهم أي لأجل إخوانهم الذين خرجوا مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقتلوا في ذلك اليوم ، والمراد لذوي قرابتهم أو لمن هو من جنسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168وقعدوا حال من ضمير ( قالوا ) وقد مراده أي قالوا وقد قعدوا عن القتال بالانخذال ، وجوز أن يكون معطوفا على الصلة فيكون معترضا بين قالوا ومعمولها وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168لو أطاعونا أي في ترك القتال
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168ما قتلوا كما لم نقتل ، وفيه إيذان بأنهم أمروهم بالانخذال حين انخذلوا ، ويؤيد ذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال
خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في ألف رجل وقد وعدهم الفتح إن صبروا ، فلما خرجوا رجع عبد الله بن أبي في ثلثمائة ، فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم ، فلما غلبوه وقالوا له : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167لو نعلم قتالا لاتبعناكم قالوا له : ولئن أطعتنا لترجعن معنا ، فذكر الله تعالى نعي قولهم لئن أطعتنا لترجعن معنا بقوله سبحانه : ( الذين قالوا ) إلخ ، وبعضهم حمل القعود على ما استصوبه
ابن أبي عند المشاورة من المقامة بالمدينة ابتداء ، وجعل الإطاعة عبارة عن قبول رأيه والعمل به - ولا يخلو عن شيء - بل قال مولانا
شيخ الإسلام : يرده كون الجملة حالية فإنها لتعيين ما فيه العصيان والمخالفة مع أن
ابن أبي ليس من القاعدين فيها بذلك المعنى على أن تخصيص عدم الطاعة بإخوانهم ينادي باختصاص الأمر أيضا بهم ، فيستحيل أن يحمل على ما خوطب به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عند المشاورة .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168قل يا
محمد تبكيتا لهم وإظهارا لكذبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فادرءوا عن أنفسكم الموت أي فادفعوا عنها ذلك وهو جواب لشرط قد حذف لدلالة قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168إن كنتم صادقين (168) عليه ، كما أنه شرط حذف جوابه لدلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فادرءوا عليه ، ومن جوز تقدم الجواب لم يحتج لما ذكر ، ومتعلق الصدق هو ما تضمنه قولهم من أن سبب نجاتهم القعود عن القتال ، والمراد أن ما ادعيتموه سبب النجاة ليس بمستقيم ، ولو فرض استقامته فليس بمفيد ، أما الأول فلأن أسباب النجاة كثيرة غايته أن القعود
[ ص: 121 ] والنجاة وجدا معا وهو لا يدل على السببية ، وأما الثاني فلأن المهروب عنه بالذات هو الموت الذي القتل أحد أسبابه ، فإن صح ما ذكرتم فادفعوا سائر أسبابه ، فإن أسباب الموت في إمكان المدافعة بالحيل وامتناعها سواء ، وأنفسكم أعز عليكم ، وأمرها أهم لديكم ، وقيل : متعلق الصدق ما صرح به من قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168لو أطاعونا ما قتلوا والمعنى أنهم لو أطاعوكم وقعدوا لقتلوا قاعدين كما قتلوا مقاتلين ، وحينئذ يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فادرءوا إلخ استهزاء بهم أي إن كنتم رجالا دفاعين لأسباب الموت
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فادرءوا جميع أسبابه حتى لا تموتوا كما درأتم بزعمكم هذا السبب الخاص ، وفي الكشاف : روي أنه مات يوم قالوا هذه المقالة منهم سبعون منافقا بعدد من قتل
بأحد .
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_30797_32872_34103_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168الَّذِينَ قَالُوا مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ وَاوِ يَكْتُمُونَ كَأَنَّهُ قِيلَ : وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُ الَّذِينَ قَالُوا ، أَوْ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هُمُ الَّذِينَ ، وَقِيلَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ قُلْ فَادْرَءُوا بِحَذْفِ الْعَائِدِ أَيْ قُلْ لَهُمْ إِلَخْ ، أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الذَّمِّ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِلَّذِينَ نَافَقُوا ، أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، أَوْ مَجْرُورٌ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ ضَمِيرِ أَفْوَاهِهِمْ أَوْ قُلُوبِهِمْ ، وَجَاءَ إِبْدَالُ الْمُظْهَرِ مِنْ ضَمِيرِ الْغَيْبَةِ فِي كَلَامِهِمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
عَلَى حَالَةٍ لَوْ أَنَّ فِي الْقَوْمِ حَاتِمًا عَلَى جُودِهِ لَضَنَّ بِالْمَاءِ حَاتِمُ
بِجَرِّ
حَاتِمٍ بَدَلًا مِنْ ضَمِيرِ جُودِهِ لِأَنَّ الْقَوَافِيَ مَجْرُورَةٌ ، وَالْمَعْنَى يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِ الَّذِينَ قَالُوا ، أَوْ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِ الَّذِينَ قَالُوا ، وَالْكَلَامُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ مِنْ بَابِ التَّجْرِيدِ كَقَوْلِهِ :
يَا خَيْرَ مَنْ يَرْكَبُ الْمَطِيَّ وَلَا يَشْرَبُ كَأْسًا مِنْ كَفِّ مَنْ بَخِلَا
وَالْقَائِلُ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَغَيْرُهُ هُوَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَأَصْحَابُهُ ، وَقَدْ قَالُوا ذَلِكَ فِي يَوْمِ
أُحُدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168لإِخْوَانِهِمْ أَيْ لِأَجْلِ إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُتِلُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَالْمُرَادُ لِذَوِي قَرَابَتِهِمْ أَوْ لِمَنْ هُوَ مِنْ جِنْسِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168وَقَعَدُوا حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ ( قَالُوا ) وَقَدْ مُرَادُهُ أَيْ قَالُوا وَقَدْ قَعَدُوا عَنِ الْقِتَالِ بِالِانْخِذَالِ ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى الصِّلَةِ فَيَكُونَ مُعْتَرِضًا بَيْنَ قَالُوا وَمَعْمُولِهَا وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168لَوْ أَطَاعُونَا أَيْ فِي تَرْكِ الْقِتَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168مَا قُتِلُوا كَمَا لَمْ نُقْتَلْ ، وَفِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّهُمْ أَمَرُوهُمْ بِالِانْخِذَالِ حِينَ انْخَذَلُوا ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَلْفِ رَجُلٍ وَقَدْ وَعَدَهُمُ الْفَتْحَ إِنْ صَبَرُوا ، فَلَّمَا خَرَجُوا رَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي ثَلَثِمِائَةٍ ، فَتَبِعَهُمْ أَبُو جَابِرٍ السَّلَمِيُّ يَدْعُوهُمْ ، فَلَمَّا غَلَبُوهُ وَقَالُوا لَهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ قَالُوا لَهُ : وَلَئِنْ أَطَعْتَنَا لَتَرْجِعَنَّ مَعَنَا ، فَذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَعْيَ قَوْلِهِمْ لَئِنْ أَطَعْتَنَا لَتَرْجِعَنَّ مَعَنَا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : ( الَّذِينَ قَالُوا ) إِلَخْ ، وَبَعْضُهُمْ حَمَلَ الْقُعُودَ عَلَى مَا اسْتَصْوَبَهُ
ابْنُ أُبَيٍّ عِنْدَ الْمُشَاوَرَةِ مِنَ الْمُقَامَةِ بِالْمَدِينَةِ ابْتِدَاءً ، وَجَعَلَ الْإِطَاعَةَ عِبَارَةً عَنْ قَبُولِ رَأْيِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ - وَلَا يَخْلُو عَنْ شَيْءٍ - بَلْ قَالَ مَوْلَانَا
شَيْخُ الْإِسْلَامِ : يَرُدُّهُ كَوْنُ الْجُمْلَةِ حَالِيَّةً فَإِنَّهَا لِتَعْيِينِ مَا فِيهِ الْعِصْيَانُ وَالْمُخَالَفَةُ مَعَ أَنَّ
ابْنَ أُبَيٍّ لَيْسَ مِنَ الْقَاعِدِينَ فِيهَا بِذَلِكَ الْمَعْنَى عَلَى أَنَّ تَخْصِيصَ عَدَمِ الطَّاعَةِ بِإِخْوَانِهِمْ يُنَادِي بِاخْتِصَاصِ الْأَمْرِ أَيْضًا بِهِمْ ، فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَا خُوطِبَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمُشَاوَرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168قُلْ يَا
مُحَمَّدُ تَبْكِيتًا لَهُمْ وَإِظْهَارًا لِكَذِبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ أَيْ فَادْفَعُوا عَنْهَا ذَلِكَ وَهُوَ جَوَابٌ لِشَرْطٍ قَدْ حُذِفَ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) عَلَيْهِ ، كَمَا أَنَّهُ شَرْطُ حَذْفِ جَوَابِهِ لِدَلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فَادْرَءُوا عَلَيْهِ ، وَمَنْ جَوَّزَ تَقَدُّمَ الْجَوَابِ لَمْ يَحْتَجْ لِمَا ذُكِرَ ، وَمُتَعَلِّقُ الصِّدْقِ هُوَ مَا تَضَمَّنَهُ قَوْلُهُمْ مِنْ أَنَّ سَبَبَ نَجَاتِهِمُ الْقُعُودُ عَنِ الْقِتَالِ ، وَالْمُرَادُ أَنَّ مَا ادَّعَيْتُمُوهُ سَبَبَ النَّجَاةِ لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ ، وَلَوْ فُرِضَ اسْتِقَامَتُهُ فَلَيْسَ بِمُفِيدٍ ، أَمَّا الْأَوَّلُ فَلِأَنَّ أَسْبَابَ النَّجَاةِ كَثِيرَةٌ غَايَتُهُ أَنَّ الْقُعُودَ
[ ص: 121 ] وَالنَّجَاةَ وُجِدَا مَعًا وَهُوَ لَا يَدُلُّ عَلَى السَّبَبِيَّةِ ، وَأَمَّا الثَّانِي فَلِأَنَّ الْمَهْرُوبَ عَنْهُ بِالذَّاتِ هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي الْقَتْلُ أَحَدُ أَسْبَابِهِ ، فَإِنْ صَحَّ مَا ذَكَرْتُمْ فَادْفَعُوا سَائِرَ أَسْبَابِهِ ، فَإِنَّ أَسْبَابَ الْمَوْتِ فِي إِمْكَانِ الْمُدَافِعَةِ بِالْحِيَلِ وَامْتِنَاعِهَا سَوَاءٌ ، وَأَنْفُسَكُمْ أَعَزُّ عَلَيْكُمْ ، وَأَمْرَهَا أَهَمُّ لَدَيْكُمْ ، وَقِيلَ : مُتَعَلِّقُ الصِّدْقِ مَا صُرِّحَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَوْ أَطَاعُوكُمْ وَقَعَدُوا لَقُتِلُوا قَاعِدِينَ كَمَا قُتِلُوا مُقَاتِلِينَ ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فَادْرَءُوا إِلَخِ اسْتِهْزَاءً بِهِمْ أَيْ إِنْ كُنْتُمْ رِجَالًا دَفَّاعِينَ لِأَسْبَابِ الْمَوْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فَادْرَءُوا جَمِيعَ أَسْبَابِهِ حَتَّى لَا تَمُوتُوا كَمَا دَرَأْتُمْ بِزَعْمِكُمْ هَذَا السَّبَبَ الْخَاصَّ ، وَفِي الْكَشَّافِ : رُوِيَ أَنَّهُ مَاتَ يَوْمَ قَالُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ مُنَافِقًا بِعَدَدِ مَنْ قُتِلَ
بِأُحُدٍ .