فلئن بقيت لأرحلن بغزوة نحو المغانم أو يموت كريم
حيث عنى بالكريم نفسه ، وقوله تعالى : كالدهان خبر ثان لكانت - أو نعت - لوردة - أو حال [ ص: 114 ]
من اسم - كانت - على رأي من أجازه أي كدهن الزيت كما قال تعالى : ( كالمهل ) [الكهف : 29 ، الدخان : 45 ، المعارج : 8] وهو دردي الزيت ، وهو ما جمع دهن كقرط وقراط ، أو اسم لما يدهن به كالحزام والأدام ، وعليه قوله في وصف عينين كثيرتي التذارف :
كأنهما مزادتا متعجل فريان لما يسلقا بدهان
وهو الدهن أيضا إلا أنه أخص لأنه الدهن باعتبار إشرابه الشيء ، ووجه الشبه الذوبان وهو في السماء على مقيل من حرارة جهنم وكذا الحمرة ، وقيل : اللمعان ، وقال : أي كالدهان المختلفة لأنها تتلون ألوانا وقال الحسن : ابن عباس
الدهان الأديم الأحمر ومنه قول الأعشى :
وأجرد من فحول الخيل طرف كأن على شواكله دهانا
وهو مفرد ، أو جمع ، واستدل للثاني بقوله :
تبعن الدهان الحمر كل عشية بموسم بدر أو بسوق عكاظ
وإذا شرطية جوابها مقدر أي كان ما كان مما لا تطيقه قوة البيان ، أو وجدت أمرا هائلا ، أو رأيت ما يذهل الناظرين وهو الناصب لإذا ، ولهذا كان مفرعا ومسببا عما قبله لأن في إرسال الشواظ ما هو سبب لحدوث أمر هائل ، أو رؤيته في ذلك الوقت فبأي آلاء ربكما تكذبان فإن الإخبار بنحو ما ذكر مما يزجر عن الشر فهو لطف أي لطف ونعمة أي نعمة.